خاص| تحذير من انهيار العمل الإغاثي بغزة وسط أزمة غذاء وماء خانقة

حذّرت إيناس رجب، المدير التنفيذي لفريق سواعد فلسطين في شمال قطاع غزة، من تداعيات الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من شهرين، والذي تسبب في تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل خطير، مشيرة إلى أن فرق الإغاثة تعمل بأقصى طاقتها وسط نقص حاد في المياه والمواد الغذائية الأساسية.

وأوضحت رجب لـ"رايــة" أن "المياه المتوفرة حالياً تُستخدم للشرب والاستعمالات اليومية رغم أنها غير مفلترة بشكل صحيح، لأن البدائل ببساطة غير موجودة. نضطر لتوفير صهاريج مياه للعائلات حتى وإن كانت غير مطابقة لمعايير الشرب الآمن".

وفيما يتعلق بالمواد الغذائية، قالت إن الفريق مستمر في توزيع الطرود الغذائية بما يتوفر في السوق المحلي من عدس، فاصولياء، أرز، معلبات حمص، صلصة، فول وبازلاء، لكنها نبهت إلى أن "هذه المواد أصبحت مرتفعة الثمن بشكل كبير، ما يزيد الضغط على المواطنين ويضعف قدرتنا كمؤسسات على الاستمرار".

وأضافت: "الوضع العام كارثي جداً. نحن نواصل التدخلات الإنسانية ما دام هناك شيء نتمكن من شرائه، لكن إذا استمر الوضع على هذا النحو، سنصل لمرحلة لا يتوفر فيها أي شيء نوزعه".

وأشارت رجب إلى أن كل التبرعات التي تصل تُحوّل مباشرة لتوفير المواد الأساسية للأسر الأشد احتياجاً، مشددة على أن "المتوفر في الأسواق يكفي بالكاد لشهر أو شهرين، وبعدها قد نُواجه فراغاً غذائياً تاماً".

وأكدت أنه لا توجد بدائل حقيقية للمنتجات المفقودة، قائلة: "نحاول فقط أن نسد الجوع بأي ما تبقّى من المواد الغذائية المتوفرة، وهذا أمر مؤلم لكنه واقع نعيشه".

وفيما يخص مادة الخبز، أوضحت رجب أن "الطحين متوفر بكميات محدودة جداً وبأسعار باهظة، ولا تملك 70% من العائلات طحيناً في منازلها اليوم"، ما يُنذر بأزمة حادة تمسّ أبسط مقومات الحياة.

وفي 2 آذار/مارس الماضي، صعَّد الاحتلال جرائمه باتخاذ قرار تعسفي بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وشاحنات الوقود بشكل كامل.

ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 170 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.