تصريحات ترامب حول قناة السويس تثير ضجة واسعة.. ماذا طلب؟

أشعلت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجدل عبر مواقع التواصل والإعلام، بعدما طالب عبر منصته "تروث سوشيال" بالسماح للسفن الأميركية، سواء التجارية أو العسكرية، بالمرور بحرية ودون رسوم عبر قناتي بنما والسويس.
وقد وصف ترامب القناتين بأنهما "لم تكونا لتوجدا لولا الولايات المتحدة الأميركية"، داعياً وزير الخارجية ماركو روبيو للتحرك الفوري لتنفيذ هذا المطلب.
ردود مصرية رسمية: السيادة الكاملة على قناة السويس
في المقابل، جاءت الردود المصرية حاسمة. فقد أكد خبراء القانون الدولي أن مصر تملك السيادة الكاملة على قناة السويس منذ تأميمها عام 1956، ولها الحق القانوني في فرض رسوم مرور على السفن وفقاً لاتفاقية القسطنطينية 1888.
أوضح الدكتور إبراهيم العناني، أستاذ القانون الدولي بجامعة عين شمس، أن قناة السويس تُدار وفقًا للمعايير الدولية وبما يحمي الأمن القومي المصري، ولا يحق لأي دولة فرض إجراءات تمس حقوق مصر السيادية.
الجانب القانوني لقناة السويس
بموجب اتفاقية القسطنطينية، يحق لجميع السفن، التجارية والحربية، المرور عبر قناة السويس بحرية خلال السلم والحرب، ولكن مع الالتزام بقواعد محددة مثل عدم التوقف داخل القناة أو إنزال قوات عسكرية.
ومع ذلك، يظل لمصر الحق في تنظيم المرور وفرض رسوم تساهم في صيانة القناة وتأمينها، خصوصاً مع الأهمية العالمية التي تحتلها، حيث تمر عبرها 12% من التجارة العالمية و22% من حركة الحاويات.
خلفية تاريخية لقناة السويس
قناة السويس ليست مجرد ممر مائي حديث، بل لها جذور تاريخية تمتد إلى آلاف السنين، بداية من محاولات الفراعنة ثم الفرس والبطالمة والرومان.
ولكن الحفر الحديث للقناة بدأ في القرن التاسع عشر، تحديداً عام 1859 تحت إشراف فرديناند دي ليسبس، وافتتحت رسمياً عام 1869 في عهد الخديوي إسماعيل.
وفي عام 1956، أعلن الرئيس جمال عبد الناصر تأميم القناة، مما أكد ملكية مصر لهذا الشريان الحيوي.
قناة السويس والتحديات الراهنة
رغم النجاحات الاقتصادية لقناة السويس، فإن إيراداتها شهدت تراجعاً بنسبة 61% في 2024 بسبب الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وتحويل مسارات بعض السفن.
مع ذلك، تواصل القناة دورها كممر حيوي بين آسيا وأوروبا ومصدر رئيسي للعملة الأجنبية لمصر.
لماذا تهم قناة السويس الولايات المتحدة؟
تمر نسبة كبيرة من تجارة الحاويات الأميركية عبر قناة بنما، لكن قناة السويس تمثل أيضاً مسارًا حيويًا للشحنات القادمة من آسيا إلى الأسواق الأميركية والأوروبية، مما يجعل من تصريحات ترامب محاولة للضغط لتقليل تكاليف النقل على بلاده في ظل تنافس اقتصادي محتدم مع الصين.