خاص| حديث متسارع عن هدنة طويلة في غزة وسط ضغوط أمريكية ورفض إسرائيلي
في ظل تسارع الجهود الإقليمية والدولية لوقف الحرب على غزة، ومع تصاعد الضغوط الأمريكية قبيل زيارة ترامب المرتقبة إلى المنطقة، تتواصل المحادثات حول إمكانية التوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين حركة حماس وإسرائيل.
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، أوضح الدكتور أيمن الرقب تفاصيل المشهد السياسي المعقد والسيناريوهات المحتملة خلال الفترة المقبلة.
أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، أن هناك متغيرات دولية مهمة قد تفتح المجال أمام تسوية قريبة، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرغب في تحقيق صفقة أو حالة من الهدوء قبل وصوله إلى المنطقة خلال الأيام المقبلة.
وأضاف: "الأنظار تتجه إلى وقف الحرب أو التوصل إلى هدنة قبل زيارة ترامب منتصف الشهر القادم".
وتابع الرقب: "الظروف تسير باتجاه تسويات مهمة جدًا. وهناك ضغوط على نتنياهو، خاصة بعد استدعائه إلى واشنطن، من أجل وقف الحرب أو التوصل إلى تهدئة".
وأوضح الرقب أن هناك مقترحين دار الحديث عنهما مؤخرًا، أحدهما إسرائيلي رفضته المقاومة بطبيعة الحال، والآخر تقدمت به حركة حماس كصفقة شاملة تتضمن هدنة طويلة تمتد لخمس إلى سبع سنوات وقد تطول أكثر.
وأشار إلى أن موضوع السلاح لا يزال محل جدل: "البعض يضخم الأمر وكأن الفلسطينيين يمتلكون ترسانة عسكرية ضخمة، والحقيقة أن السلاح محدود، والأهم هو المقاتلون أنفسهم".
وكشف الرقب أن هناك اتفاقًا مبدئيًا على هدنة تمتد لسبعة أسابيع، تتضمن في بدايتها إطلاق سراح خمسة إلى ستة إسرائيليين، من بينهم الأمريكي الإسرائيلي ألياد عيدان، وتسليم جثث عدد من الجنود، مقابل التفاوض لاحقًا على صفقة تبادل أسرى تشمل آلاف الفلسطينيين.
وأضاف أن الأوضاع تتجه نحو هدنة مؤقتة وليس إلى وقف كامل لإطلاق النار، مشيرًا إلى أن هناك رفضًا إسرائيليًا لوقف الحرب كما أكده سموتريتش مؤخرًا خلال اجتماعات الكابينت الإسرائيلي.
وتابع: "الإدارة الأمريكية تريد تحقيق حالة هدوء في المنطقة لتمكين ترامب من استكمال تحركاته السياسية. لكن نتنياهو يعلم أن إنهاء الحرب قد يعني نهاية مسيرته السياسية، ولهذا يحاول الموازنة بين الضغوط الأمريكية ومصلحته السياسية".
وحذر الرقب من خطط إسرائيل لإنشاء منطقة عازلة في رفح، حيث قال: "هناك مؤشرات أن الاحتلال يسعى لاستغلال التهدئة لفرض وقائع جديدة ميدانيًا عبر إنشاء منطقة عازلة، وهذا ما أكدته تقارير صحفية عبرية".
وأضاف: "لا مطروح الآن خروج قادة حماس من غزة كما جرى مع منظمة التحرير في بيروت، لأن ذلك سيكون بمثابة إخراج الفلسطينيين من وطنهم، وهو أمر ترفضه المقاومة تمامًا".
وأشار الرقب إلى أن مسألة تسليم السلاح مشروطة بوجود مشروع سياسي واضح للفلسطينيين، وهو أمر غير متوفر حاليًا، خاصة مع تصاعد الاستيطان في الضفة الغربية وسلوك الحكومة الإسرائيلية.
