خاص| لماذا يخشى نتنياهو انتهاء الحرب في غزة؟
تتواصل التعقيدات في المشهد السياسي والميداني في قطاع غزة في ظل تعثّر مفاوضات وقف إطلاق النار، وسط شروط متبادلة وصراعات داخلية تؤثر في مستقبل الاتفاق.
في هذا السياق، تحدث الكاتب والمحلل السياسي د. عماد عمر عن دوافع الحكومة الإسرائيلية، وتعقيدات المشهد التفاوضي، وأبعاد التحركات الدولية المؤثرة في القرار.
قال د. عماد عمر في حديث خاص لــ"رايــة" إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يسعى إلى "ورقة الانتصار الأخيرة" عبر فرض شروط تتعلق بنزع سلاح حماس وإنهاء جناحها العسكري في قطاع غزة.
وأكد أن هذه الشروط يعلم نتنياهو مسبقًا أنها ستكون مرفوضة من قِبل حماس، لكنه يراهن على إطالة أمد الحرب لتفادي المصير السياسي المجهول الذي ينتظره في حال توقفت العمليات العسكرية.
وأضاف أن انتهاء الحرب سيفتح ملفات فساد إداري ومالي بحق نتنياهو، أبرزها قضية "السبعة من أكتوبر"، والتقارير الأمنية التي اتهمته بالتقصير الأمني، إضافة إلى التحقيقات المرتبطة بمساعديه ومستشاريه، وخاصة في ما يتعلق بملف قطر وجدوى التمويل الخارجي.
وأوضح أن انهيار الائتلاف الحكومي القائم اليوم، والمشكّل من شخصيات يمينية متطرفة كـ"بن غفير وسموترتش"، يعني نهاية نتنياهو سياسيًا، لأن هؤلاء شركاؤه في الحكم يرفضون أي اتفاق "لا يشمل نزع سلاح حماس بشكل كامل"، وهو ما يزيد من حدة المأزق الحالي.
في المقابل، لفت عمر إلى أن حماس تدرس مقترحًا جديدًا تم طرحه عبر وسطاء من القاهرة والدوحة، وينص على هدنة طويلة الأمد تتراوح من 5 إلى 7 سنوات، إلى جانب انسحاب تدريجي للاحتلال من قطاع غزة، وتجميد سلاح حماس تحت إشراف دولي.
وبيّن أن المقترح يتضمن أيضًا إنشاء لجنة دولية لإدارة القطاع، بإشراف السلطة الفلسطينية، ويبدو أن هناك ترحيبًا أوليًا من قبل حماس، فيما لا يزال الموقف الإسرائيلي متحفظًا.
وأشار عمر إلى دخول فرنسا على خط الوساطة، بالإضافة إلى تحرك مرتقب للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى المنطقة ما بين 13 و16 من الشهر المقبل، وهو ما قد يدفع باتجاه ممارسة ضغط أمريكي مباشر على إسرائيل للموافقة على اتفاق تهدئة، لا سيما أن ترامب يسعى لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية تشمل استئناف ملف التطبيع بين السعودية وإسرائيل.
وختم عمر حديثه بالإشارة إلى أن ترامب قد يستخدم زيارته كورقة لإقناع حلفاء واشنطن في المنطقة بإتمام صفقات استراتيجية، ما يضع نتنياهو أمام ضغط سياسي غير مسبوق، خاصة أن هذا المقترح يُراعي جزءًا من مطالب إسرائيل، ويمنحها بعض التنازلات الشكلية المطلوبة لإقناع الرأي العام الداخلي.