برنامج 'يوم جديد' عبر الراديو يعيد الأمل في التعليم لأطفال فلسطين وسط الحرب

شهد الأسبوع الأول من الشهر الحاليّ الإطلاق الرسمي لبرنامج "يوم جديد"، الذي يهدف للوصول إلى الأطفال في كامل فلسطين المُحتلّة، من خلال محتوى تعليميّ ودعم نفسيّ اجتماعيّ يُبث عبر الراديو، في الوقت الذي يعاني فيه الكلّ الفلسطينيّ واحدة من أسوأ أزمات التعليم في التاريخ الفلسطيني الحديث.

ومع استمرار الحرب التي تُعطّل الحياة اليوميّة، وتحّد من الوصول إلى المدارس، الأمر الذي ترك —بحسب احصاءات الأونروا— أكثر من 625,000 طفل خارج الصفوف الدراسية، يقدم "يوم جديد" بديل مختلف من نوعه وبالغ الأهميّة من خلال 90 حلقة تعليمية بسياقٍ دراميّ توفر فرصاً للتعلم والدعم النفسي الاجتماعي.

يأتي مشروع "يوم جديد" بدعم من مؤسسة التعليم فوق الجميع، واحدة من أكبر المؤسسات العالمية في مجال التنمية والتعليم، ومؤسسة المجتمع المفتوح، وبالتعاون مع مجموعة لابيس، ويُبث محلياً بالشراكة مع إذاعة أجيال إف إم.

وقال عمّار أبو زياد، المدير الإقليمي لمجموعة لابيس"إننّا نشعر بغصّة في قلوبنا إزاء ما يمّر به أطفالنا في الحرب، إلاّ أنّنا وفي الوقت نفسه فخورون، بأن نرى برنامج "يوم جديد" يخرج إلى النور".

وأضاف أبو زيّاد "تم تطوير هذا المشروع بناءً على احتياجات الأطفال النفسية والعاطفية، بعد مرور سنة ونصف على الحرب الصعبة".

وذكر أنه من خلال الشخصيتين الرئيسيتين في البرنامج، إياد وسعاد، ندعو الأطفال للتعلّم والتخيل والتعافي من خلال القصص، حتى عندما يكون واقعهم مليئاً بالخوف والشك.

تم تطوير برنامج "يوم جديد" على يد فريق فلسطينيّ من التربويين والكتّاب وخبراء الصحة النفسية، بحيث يجمع بين المحتوى التعليمي والتعلم الاجتماعي العاطفي (SEL)، ويعكس في كل حلقةٍ تحديات واقعية تشغل خيال الأطفال. في الوقت الذي يأتي فيه البرنامج استجابةً لاحتياجات طارئة، فإنه يؤسس لشكل جديد من التعليم الأكاديمي، الذي يكفل ضمان استمراريّة التعلّم لآلاف الأطفال النازحين، وتوسيع الوصول إلى الأطفال في البيئات الرسميّة وغير الرسميّة، وتعزيز مشاركة المجتمع لدعم نموذج تعليمي مرن.

وقالت دعاء محيسن، أخصائية التعليم في مؤسسة التعليم فوق الجميع "حتى عندما يُحرم الأطفال من أبسط حقوقهم، يبقى من حقهم أن يحتموا بالحكاية وأن يشعروا بأنّهم مرئيون ومسموعون، لقد صُمِّم برنامج "يوم جديد" بعناية ومحبة، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن أطفال فلسطين يستحقون أكثر من مجرد النجاة – فهم يستحقون فسحة للتعلّم، ومساحة للنمو، وفرصة للتعبير عن أنفسهم".

وأضافت: "في مؤسسة التعليم فوق الجميع، نؤمن بأن التعليم ليس رفاهية، بل حق أساسي لكل طفل، ونعمل من أجل ضمان هذا الحق، حتى في أصعب الظروف".

حتى في أسبوعه الأول، بدأ "يوم جديد" يلامس قلوب الأطفال في مختلف أنحاء فلسطين، حيث قالت سلمى، 11 عاماً من جنين: "أنا أواجه نفس المشكلة التي يعاني منها إياد." أما جود، 9 سنوات، فقد عبّرت عن شعورها قائلة: "أفقد كلماتي عندما أشعر بالتعب والنعاس."

سريعاً، أحب الأطفال شخصيات البرنامج – وخاصة إياد، لصدقه وروحه المغامِرة وفضوله، مما جعله شخصية مفضلة لدى الكثيرين. كما نالت سعاد إعجاب الأطفال بذكائها واهتمامها بأخيها، وهي صفات تلقت صدى عميقاً لدى المستمعين الصغار.

وقد تم اختيار الراديو كوسيلة البث الأساسية للبرنامج نظراً لإمكانية عمله في المناطق التي تعاني من انقطاع الكهرباء والانترنت بشكل متكرر. وبالإضافة إلى البث اليومي عبر موجات الراديو، يتوفر "يوم جديد" أيضاً عبر واتساب ويوتيوب ومنصات البودكاست، مدعوماً بمواد تعليمية مساندة على الموقع الإلكتروني الخاص بالبرنامج حيث تكون متاحة للمعلمين والجمعيات/الجهات المنفذة على الأرض.

سيتضمن الموسم الأول 90 حلقة، ترتكز على المنهاج الفلسطيني ومليئة بالكثير من الرسائل التي تساعد على حل المشكلات التي يواجها الأطفال وتدفعهم إلى الاعتزاز بالهوية الثقافيّة. وفي وقت يسوده الحزن يقدم "يوم جديد" للأطفال ما هو أكثر من مجرد تعليم، بل يساعدهم على التواصل مع العالم الخارجيّ والشعور بالحياة مجدداً.

يُبث "يوم جديد" يومياً عبر إذاعة أجيال، بمعدل ثلاث حلقات جديدة أسبوعياً.. وابتداءً من 11 أيار، سيبثّ البرنامج يومياً وحتى نهاية تموز. ويتوفر البرنامج إلى جانب المواد التعليمية المساندة عبر الموقع الإلكتروني اضغط هنا، بالإضافة إلى قنوات البودكاست وموقع إذاعة أجيال. كما ندعوكم إلى زيارة صفحاتنا على منصّات التواصل الاجتماعيّ.