خاص| بعد 40 يوماً دون مساعدات… مرضى غزة يحتضرون في المستشفيات
في ظل التصعيد المستمر والعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، أكّد د. محمد أبو مغيصيب، نائب المنسق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود، أن ما يجري بعد انتهاء الهدنة ليس إلا نسخة أكثر شراسة من الحرب، حيث لم يعد هناك شيء في القطاع إلا واستُهدف، من البنية التحتية إلى الإنسان، وسط انهيار شامل في كافة القطاعات الحيوية.
وأشار د. أبو مغيصيب في حديث خاص لــ"رايـــة"، إلى أن الضربات الجوية والاجتياحات باتت أكثر عنفاً، ما فاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة. وقال: "كل شيء في قطاع غزة منهار… المنظومة الصحية، الشوارع، المدارس، المراكز الطبية وحتى المستشفيات لم تُستثنَ من الاستهداف."
وأوضح أن العدوان لم يكتفِ بتدمير المنشآت، بل طال الطواقم الطبية والإغاثية، مشيراً إلى أن المستشفيات باتت في حالة عجز تام عن استيعاب المصابين والمرضى، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
المفاضلة المؤلمة: أي مريض يعيش؟
ووصف د. أبو مغيصيب الوضع داخل المستشفيات بالمأساوي، قائلاً: "الطواقم الطبية تُجبر على المفاضلة بين مريض وآخر… بعض العمليات تُجرى دون بنج أو مسكنات بسبب نفاد المواد."
وأضاف أن النقص لم يبدأ مع الحرب، بل كان موجوداً مسبقاً وتفاقم مع الحصار ومنع إدخال المساعدات منذ أكثر من 40 يوماً.
استهداف منهجي للطواقم الإنسانية
وأكد أن ما يسمى بـ"نظام التنسيق الإنساني" لم يعد فعّالاً، قائلاً: "نُبلغ عن مواقع الطواقم، لكنها تُستهدف رغم ذلك… هناك موظفون ما زالوا تحت الأنقاض، ولا يمكن انتشالهم."
كما شدد على أن غياب المناطق الآمنة في القطاع يعرّض العاملين الإنسانيين والطبيين للخطر في كل لحظة، حيث لم يسلم أحد من الاستهداف، حتى من يعملون على إنقاذ الأرواح.
طواقم منهكة وعاجزة أمام الموت
واختتم بالقول: "الطواقم تعمل بأدوات شبه معدومة… ترى المرضى يحتضرون ولا تملك ما تُسعفهم به… النقص وصل للأدوية، المعدات، والكوادر التخصصية أيضاً. نحن نعيش في مقبرة جماعية حقيقية."