الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:40 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:16 PM
العشاء 8:36 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

أقلام تحت الرماد: أطفال غزة وحلم العودة إلى المدرسة

أطفال يتلقون حصة دراسية داخل خيمة في غزة
أطفال يتلقون حصة دراسية داخل خيمة في غزة

غزة - رغد إيهاب الغصين

وسط الركام والغبار، وتحت سماء ملبدة بالدخان، يقف الطفل الغزّي متشبثاً بحقيبته المدرسية الصغيرة التي لم تُفتح منذ شهور، ينظر نحو مدرسة تحوّلت إلى ملجأ، بينما يشتاق في أعماقه لحصة رسم، لدفتر جديد، ولجرس يعلن بداية يوم دراسي كان عادياً في زمن مضى، وأصبح اليوم حلماً مؤجلاً.

منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، تحوّلت الحياة التعليمية إلى واحدة من ضحايا الحرب المنسية. أكثر من مليون طالب وطالبة في القطاع وجدوا أنفسهم فجأة خارج أسوار مدارسهم، بعض هذه المدارس دمّر بالكامل، والبعض الآخر تحوّل إلى مراكز إيواء للنازحين، وسط عجز بنيوي متزايد.

ووفق تقارير أممية، تعطّلت أكثر من 75% من المؤسسات التعليمية، في مشهد يختزل مأساة إنسانية وتربوية غير مسبوقة.

الطفلة إيناس النخالة (10 أعوام) تختصر الحكاية ببساطة الطفولة حين تقول:
"بحلم أرجع مدرستي وأشوف صحباتي.. اشتقت للقراءة ولمعلمتي اللي كانت تبتسم وتقول: افتحوا الدفاتر."

لكن دفاتر إيناس لا تزال مطوية، شأنها شأن أحلام آلاف الأطفال، الذين وجدوا أنفسهم داخل خيام النزوح، محرومين من التعليم، بلا كتب أو أقلام أو مقاعد دراسية.

المأساة لا تقف عند حدود التعليم الأكاديمي، بل تمتد إلى البعد النفسي.

يقول الأخصائي النفسي د. رائد سلمي: "الطفل الذي يُحرم من التعليم في سنواته المبكرة يعاني من اضطرابات في النمو المعرفي والاجتماعي. أطفال غزة اليوم يعيشون في بيئة عالية التوتر، ما يترك آثارًا نفسية عميقة قد تمتد لسنوات طويلة."

وبينما تستمر آلة الحرب في سحق كل ما هو جميل، تبقى غزة صامدة، ترفع نداءها إلى العالم: لا نريد فقط طعامًا وماءً، بل نريد مدرسة وكتابًا ومعلمة تبتسم.

في هذا السياق، أطلقت منظمات دولية مثل اليونيسف والأونروا نداءات عاجلة لحماية حق التعليم في غزة، مطالبةً بوقف استهداف المدارس وتأمين بيئة تعليمية آمنة، لكن حتى اللحظة، لا تزال هذه المطالب معلقة، وأقلام أطفال غزة حبيسة الظلام.

ورغم كل هذا الألم، لا تزال عيون الصغار تلمع بالأمل، ولا تزال دفاترهم المغلقة تنتظر فجرًا جديدًا، يعود فيه الجرس ليقرع، وتُفتح فيه أبواب الفصول من جديد. ففي غزة، التعليم ليس مجرد حق.. بل مقاومة.

Loading...