بين فجوة الواقع والتحديات والمتطلبات
خاص| تمثيل الشباب في منظمة التحرير تحت مجهر "قضايا في المواطنة"
سلّط برنامج "قضايا في المواطنة"، الذي يُبث عبر شبكة "راية" الإعلامية، الضوء على تمثيل الشباب في مؤسسات منظمة التحرير، وذلك من خلال مناقشة التحديات والمعيقات التي تحول دون مشاركة فعالة للشباب والنساء في الهيئات القيادية.
أكدت الدكتورة سحر القواسمة، عضو المجلس المركزي الفلسطيني، على أهمية تجاوز المعوّقات السياسية والاجتماعية التي تحدّ من مشاركة هذه الفئات، مشيرةً إلى أن تمثيلهم يجب أن يعكس حقيقة الشارع الفلسطيني، ويستند إلى الالتزام الوطني بقضايا ومنهج منظمة التحرير، سواء عبر الفصائل، أو النقابات، أو المنظمات الشعبية، أو المستقلين.
وأضافت القواسمة: "الشباب يشكلون جوهر التغيير والثورة، وهم المحرّك الأساسي في كافة نواحي الحياة. لا بد من دمجهم كعنصر فاعل داخل كل فصيل يسعى لأن يكون له حضور مؤثر. كما أن النساء، باعتبارهن نصف المجتمع، يجب أن يكنّ ممثلات في مختلف الأطر، بما يضمن تمثيلًا حقيقيًا يمتد إلى الداخل والشتات، من خلال أذرع منظمة التحرير كاتحاد المرأة، ومجالس الطلبة، والمنظمات النقابية".
وتابعت: "العمل النضالي ليس مجرد أرقام، بل مسيرة تتطلب إثبات الجدارة داخل التنظيمات وخارجها. يجب على الشباب والنساء أن يبادروا بطرق الأبواب، وأن يصنعوا لأنفسهم مكانًا في مواقع صنع القرار. الثورة الحقيقية تبدأ عندما يدرك الشباب قدرتهم على التأثير، وتبنّي رؤى وأفكار وآليات تغيير تُقنع الآخرين بفاعليتهم".
فجوة بين الشباب والقيادات السياسية
من جانبه، عبّر الناشط محمود المحلاوي، من مؤسسة REFORM، عن خيبة الأمل لدى شريحة واسعة من الشباب الفلسطيني نتيجة غياب التمكين الحقيقي في مؤسسات الفصائل.
وأوضح المحلاوي أنه في السنوات الأخيرة فقدنا الشعور بالهوية الوطنية الجامعة، التي كانت تجمع الجميع حول حلم الدولة الفلسطينية. الانقسام الداخلي مزّق الوعي الوطني، وأصبحت قرارات القيادة تُتخذ دون توافق، مما يشعرنا نحن الشباب بأننا خارج اللعبة السياسية.
وأشار إلى أن قضايا مثل البطالة، وغياب العدالة الاجتماعية، وقمع الحريات تساهم في تهميش الشباب، رغم أن الفصائل ترفع شعارات دعمهم، لكنها لا تمنحهم أدوارًا حقيقية في مواقع القرار.
وأضاف: "الكثير من الأحزاب تضع الولاء فوق الكفاءة، ما أدى إلى تكلّس داخل هياكلها التنظيمية. الشباب موجودون لكن يتم التعامل معهم كواجهة إعلامية فقط، دون تمكين حقيقي. نحتاج إلى تغيير جذري في النظام الأساسي للمنظمة لضمان مشاركة فعلية للشباب، عبر مسارات مؤسسية واضحة، وتعديلات على شروط الترشح للمواقع القيادية".
وأكمل المحلاوي حديثه بالدعوة إلى: "تخصيص كوتة شبابية مضمونة داخل المؤسسات الفلسطينية، بما يخلق واقعًا جديدًا يسمح بتبني سياسات وأفكار تتناسب مع تطلعات الجيل الشاب، ويساهم في سد الفجوة بين خطاب القيادات التقليدية وطموحات الشباب المستقبلية".
"قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة REFORM، ويُبث عبر شبكة راية الإعلامية، بهدف الإسهام في بناء نظام حكم إدماجي وتعددي، يستجيب لاحتياجات المواطنين ويستند إلى قيم المواطنة والعدالة والمساواة.
وفيما يلي الحلقة كاملة:
