مهرجان "الياسمين".. موسيقى تفيض بصمود غزة وتجمع التبرعات لدعم أطفالها
في محاولة لإيصال رسالة فنية وإنسانية قوية في ظل ما يمر به الشعب الفلسطيني، اختار معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى أن يكون مهرجان "الياسمين" هذا العام تحية لغزة الصامدة، من خلال سلسلة عروض موسيقية يقدّمها فنانون فلسطينيون وعرب، ويعود جزء من ريعها لدعم الأنشطة النفسية والترفيهية للأطفال في قطاع غزة.
صمود موسيقي في وجه الإبادة
وفي حديث خاص، أوضح سهيل خوري، المدير العام لمعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، أن المهرجان انطلق بعرض ضخم لجوقة المعهد بقيادة المايسترو تامر السحوري، بعنوان "غزة.. الشعب الصامد"، تضمّن إعادة إحياء مجموعة من الأغاني الوطنية التي عاشت في وجدان الفلسطينيين.
وقال خوري إن هذه العروض ليست مجرد فن، بل صرخة ضد الإبادة، ووسيلة للمقاومة والتضامن مع أبناء الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن المهرجان سيستمر حتى 19 تموز، ويتنقل بين رام الله وبيت لحم وبيرزيت.
من رام الله إلى غزة.. موسيقى تعبر الحصار
وأشار خوري إلى أن ريع التذاكر يذهب مباشرة لدعم برامج المعهد في قطاع غزة، والتي تركز على الأنشطة الموسيقية والنفسية للأطفال في مراكز الإيواء، كوسيلة لتخفيف آثار الصدمة والحرب.
وأضاف: "حتى أبناء غزة من طلاب المعهد والمدرسين، والذين يعيشون نفس ظروف الحصار والموت، يشاركون بتنظيم هذه الفعاليات لأقرانهم الأطفال. هذا التفريغ النفسي مهم لهم ولغيرهم في هذه المرحلة."
كما بيّن أن الفعاليات ليست مقتصرة على جوقة المعهد، بل تشمل عروضًا لفرق أخرى مثل جوقة بنات القدس، وفنانين عالميين متضامنين مع القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى عروض موسيقى صامتة مستوحاة من مشاهد الحصار والمجازر.
دور الفن في المقاومة
وأكد خوري أن الصمت لم يعد خيارًا، وأن الفعل مهما كان بسيطًا، كشراء تذكرة لحضور حفل موسيقي أو حتى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، يعد شكلًا من أشكال المقاومة.
وختم حديثه قائلاً: "الفن هو سلاحنا.. والموسيقى يمكن أن تكون أداة حقيقية للثورة على واقع الظلم، وحتى ابتسامة طفل في غزة تستحق أن نقدم لها كل ما نستطيع."