رئيس جمعية أمراض نزف الدم: مئات المرضى يواجهون الموت دون علاج.. وقطاع غزة في خطر مضاعف

حذر جاد الطويل، رئيس مجلس إدارة جمعية فلسطين لأمراض نزف الدم، من تفاقم أوضاع المصابين بمرض نزف الدم الوراثي في فلسطين، نتيجة شح العلاج وعدم انتظام توفير الأدوية الأساسية، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والوضع السياسي القائم.

وأوضح الطويل، في حديث خاص لــ"رايـــة"، أن مرض نزف الدم الوراثي (الهيموفيليا) ناتج عن خلل جيني في البروتينات المسؤولة عن تخثر الدم، ما يؤدي إلى نزيف داخلي تلقائي في المفاصل والعضلات والأعضاء، ويؤثر بشكل خطير على حياة المرضى منذ الولادة وحتى الوفاة في حال غياب العلاج المناسب.

وأشار إلى أن المرضى يعانون من نزيف متكرر يؤدي إلى تلف المفاصل وإعاقات حركية، وأن تأخر العلاج لأقل من ساعة قد يكون قاتلًا.

وأضاف: "عدم انتظام العلاج وفقًا للبروتوكولات الدولية يعرض حياة المريض للخطر ويؤدي إلى مضاعفات جسيمة".

نقص الأدوية والعلاج

أكد الطويل أن العلاج اللازم لا يتوفر في الصيدليات العامة بسبب كلفته العالية، ويُوفَّر فقط عبر وزارة الصحة، ولكن بشكل غير منتظم.

وقال: "هناك نوعان فقط من العوامل المخثرة من أصل 13 يتم توفيرها حاليًا... ولا يتم الالتزام بالجرعات المحددة، ما يتسبب في فقدان مرضى وتعرض آخرين لإعاقات مؤلمة".

وتحدث الطويل عن مشروع شراكة مع الجانب الإيطالي لتوفير بعض الأدوية، لكنه أشار إلى أن الشحنات لا تزال عالقة في الموانئ بسبب القيود الإسرائيلية.

أولوية غائبة

انتقد الطويل غياب الدعم الكافي لهذه الفئة من المرضى من ميزانية وزارة الصحة والسلطة الفلسطينية، قائلاً: "نحتاج إلى اعتبار مرضى الهيموفيليا أولوية، كما هو الحال مع أمراض مزمنة أخرى كالثلاسيميا والتصلب اللويحي".

وأشار إلى وجود 600 مريض موثق فقط، رغم أن الأعداد الحقيقية تقدر بالآلاف.

مأساة في المخيمات وغزة

أكد الطويل أن معاناة مرضى نزف الدم تتضاعف في المخيمات، خصوصًا شمال الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال: "في جولتنا الأخيرة في المخيمات وثّقنا عدم قدرة المرضى على الوصول للعلاج. أما في غزة، فالانهيار الكامل للقطاع الصحي زاد الوضع سوءًا، ولا تتوفر حتى العلاجات البديلة كمشتقات الدم".