خاص| تعذيب ممنهج وحرمان شامل.. الاحتلال يصعّد انتهاكاته بحق الأسرى
أكد المختص في شؤون الأسرى حسن عبد ربه، اليوم الأربعاء، أن المرحلة الحالية التي يمر بها الأسرى في سجون الاحتلال تُعدّ الأخطر منذ بدء العدوان الإسرائيلي، موضحًا أن الانتهاكات المتصاعدة تعكس تحولًا خطيرًا في سياسات إدارة السجون، تقوم على التنكيل والتجويع والتجريد من أبسط الحقوق الإنسانية والقانونية.
وقال عبد ربه في حديث لــ"رايــة" إن الاحتلال ومنذ إعلان ما يُسمى "حالة الطوارئ الاعتقالية"، شرع في انقلاب شامل على كل المعايير الإنسانية، حيث تم وقف زيارات الأهالي، وقطع التواصل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومصادرة الأدوات الكهربائية، وإغلاق الكانتين، ومنع الملابس والطعام.
وأضاف: "كل هذا تسبب في انهيار الحياة اليومية للأسير الفلسطيني، حيث تقلّصت مدة الفورة إلى ساعة واحدة فقط يوميًا، وتم اعتماد سياسة التجويع الممنهج، ما أدى لفقدان كل أسير لأكثر من 30 كغم من وزنه، وظهور أمراض مثل الجرب والسكري، وتسجيل أكثر من 2000 إصابة في سجن النقب ومجدو".
ولفت عبد ربه إلى استخدام طعام فاسد ومنتهي الصلاحية داخل المعتقلات، ما أدى لظهور أعراض صحية خطيرة كآلام المعدة والتقيؤ والإسهال. كما أشار إلى تصعيد في سياسة العزل الانفرادي بحق قيادات وكوادر الحركة الأسيرة.
تصنيف أسرى غزة كمقاتلين "غير شرعيين"
وحذر عبد ربه من الانتهاكات الخطيرة التي تطال الأسرى من قطاع غزة، والذين صنّفهم الاحتلال كمقاتلين "غير شرعيين"، وهو توصيف خطير يهدف لإبقائهم رهن الاعتقال دون محاكمة أو تهم، وحرمانهم من الحقوق القانونية كالتواصل مع المحامين أو الحصول على محاكمة عادلة.
وأضاف: "بين هؤلاء أسرى مدنيون، أطباء، صحفيون ومواطنون عاديون، وقد حُرموا من أبسط مقومات الحياة، من بينها العلاج والملابس والغذاء. وقد ارتقى من بينهم شهداء نتيجة هذا الحرمان، وكان آخرهم الأسير الشهيد وليد دقة الذي قضى أكثر من 39 عامًا في الأسر، ورفض الاحتلال تسليم جثمانه".
وأكد أن هذه السياسة التي ينفرد بها الاحتلال تُخالف كافة المواثيق الدولية، وتُشكّل جريمة ضد الإنسانية.