خاص| عرائض الجنود وضغط ترامب.. هل اقتربت نهاية حرب غزة؟
وسط موجة من الضغوط السياسية والاجتماعية داخل إسرائيل، تتزايد التحركات المطالبة بوقف الحرب على غزة والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، في ظل فشل حكومة نتنياهو في تحقيق الأهداف المعلنة بعد أشهر من العدوان.
وتعليقًا على هذه التطورات، قال د. جمال زحالقة، عضو الكنيست السابق والمحاضر في الجامعة العربية الأمريكية بجنين، في حديث خاص لـ"رايـــة"، إن العرائض التي وقعها أكثر من 100 ألف شخص خلال خمسة أيام تعبّر عن حالة غضب شعبية متزايدة ضد سياسات نتنياهو، لكنها لم تصل بعد إلى مستوى التأثير الحاسم على الحكومة.
وأوضح زحالقة أن الموقعين على هذه العرائض لا يدعون لرفض الخدمة العسكرية بشكل مباشر، بل يطالبون بوقف الحرب وإعادة المحتجزين. إلا أن الحكومة تتجاهل هذه الدعوات، مستندة إلى أغلبيتها البرلمانية وتماسك أحزابها، مما يتيح لها الاستمرار في سياساتها.
وأشار إلى أن ما يُقلق نتنياهو فعليًا ليس فقط العرائض، بل عدم التزام أكثر من 50% من قوات الاحتياط بالخدمة العسكرية، ما أدى إلى تراجع الثقة داخل الجيش، واستبدال القوات النظامية بالاحتياط في العمليات داخل غزة.
وتطرق زحالقة إلى العامل الاقتصادي كأحد دوافع التململ داخل المجتمع الإسرائيلي، بالإضافة إلى مشروع إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، الذي تسبب في شعور عام بعدم العدالة في توزيع أعباء الحرب.
وعن المقترح الأخير للتهدئة، أشار زحالقة إلى أن القيادة المصرية نقلت إلى حركة حماس مقترحًا يشمل تهدئة مؤقتة لـ45 يومًا، مقابل الإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين، على أن يُستكمل الإفراج لاحقًا. لكن المفاجأة – بحسب مصادر حماس – أن المقترح تضمن شرطًا واضحًا بنزع سلاح المقاومة، وهو ما رفضته الحركة بشدة، وأكدت أنه شرط مرفوض في أي اتفاق دائم أو مؤقت.
وأضاف أن إسرائيل تطالب أيضًا بتواجد عسكري دائم على الحدود الشرقية، وتطبيق خطة ترامب التي تتضمن تهجير السكان، وهو ما يوضح – بحسب زحالقة – أن الاحتلال يضع العراقيل أمام أي اتفاق ممكن، رغم وجود رغبة أمريكية في التهدئة، لا سيما قبل زيارة مرتقبة لترامب إلى السعودية.
وختم زحالقة حديثه بالتأكيد على أن المجتمع الفلسطيني معنيٌّ بوقف المجازر، ولكن الوقف الحقيقي مرهون بضغط خارجي فعلي وتراجع داخلي إسرائيلي أكبر.