من هو عيدان ألكسندر؟.. الأسير الأمريكي-الإسرائيلي المفقود في غزة
في تطور لافت على صعيد ملف الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، أعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" أن الاتصال قد فُقد مع المجموعة التي كانت تحتجز الأسير الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، نتيجة قصف مباشر استهدف الموقع الذي كانت تتواجد فيه المجموعة.
وأوضح أبو عبيدة في بيان مقتضب أن جهوداً تُبذل لمحاولة الوصول إلى المجموعة أو معرفة مصيرها، إلا أن القصف العنيف والمتكرر يُصعّب المهمة ويُبقي مصير الأسير غامضاً حتى اللحظة.
فمن هو عيدان ألكسندر؟
عيدان ألكسندر (Idan Alexander) هو أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية إلى جانب الإسرائيلية. ووفق تقارير صحفية عبرية، فإن ألكسندر ينحدر من خلفية مزدوجة الجنسية وقد تم تجنيده في الجيش الإسرائيلي ضمن الوحدات القتالية التي كانت تشارك في العمليات العسكرية ضد قطاع غزة.
أُسِر ألكسندر خلال عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها كتائب القسام في السابع من أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن مقتل وأسر عدد كبير من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين. وأعلنت القسام في وقت سابق عن وجود عدد من الجنود الأسرى ذوي الجنسيات الأجنبية، بينهم أمريكيون.
رمزية ألكسندر و"الورقة الأمريكية"
يحمل ملف الأسير عيدان ألكسندر أهمية سياسية مزدوجة، ليس فقط لكونه جندياً إسرائيلياً، بل لأنه يحمل الجنسية الأمريكية، ما يضع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام إحراج مضاعف في ظل التواطؤ السياسي والعسكري والدبلوماسي الأمريكي مع العدوان الإسرائيلي على غزة.
وما يزيد تعقيد الموقف هو أن إعلان القسام فقدان الاتصال بمكان احتجاز ألكسندر يأتي في سياق القصف العشوائي والمكثف الذي ينفذه الاحتلال، والذي لم يفرّق بين مواقع مدنية وعسكرية، وأسفر عن مقتل عدد من الأسرى سابقاً وفق ما أعلنت عنه المقاومة الفلسطينية.
سابقة متكررة: قتل الأسرى تحت القصف
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها فقدان الاتصال أو الإعلان عن استشهاد أسرى نتيجة القصف الإسرائيلي. فقد أعلنت القسام في أكثر من مناسبة أن عدداً من الأسرى الإسرائيليين لقوا حتفهم بسبب الاستهداف المباشر لمواقع احتجازهم، وهو ما اعتُبر محاولة إسرائيلية "غير معلنة" للتخلص من ملف الأسرى، ورفض دفع أثمان سياسية في أي صفقة تبادل محتملة.
ردود فعل متوقعة
من المرجّح أن يُثير هذا الإعلان ردود فعل غاضبة داخل المجتمع الإسرائيلي، خصوصاً من عائلات الأسرى الذين يشعرون بتخلي الحكومة عن أبنائهم. كما قد تواجه إدارة بايدن ضغوطاً إضافية من الداخل الأمريكي بعد إعلان القسام حول مصير المواطن الأمريكي في غزة.
ويُعيد ملف عيدان ألكسندر إلى الواجهة مدى تعقيد وحساسية قضية الأسرى في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة، ويطرح تساؤلات حقيقية حول أهداف الاحتلال من القصف المتكرر الذي قد يفضي إلى تصفية غير مباشرة لأوراق التفاوض. ويبقى مصير ألكسندر معلّقاً في غياهب الغارات والأنفاق، حتى إشعار آخر.
في ظل مفاوضات متعثرة ومقترح جديد قيد الدراسة
يأتي إعلان كتائب القسام عن فقدان الاتصال بالأسير عيدان ألكسندر، في وقت تشهد فيه مفاوضات وقف إطلاق النار حالة من المد والجزر، وسط جهود دولية تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ويشمل تبادلاً للأسرى وعودة النازحين، إلى جانب إدخال المساعدات الإنسانية بشكل دائم.
وقد أعلنت حركة حماس أنها تلقت مقترحاً جديداً من الوسطاء، مؤكدة أنها تدرسه حالياً بجدية، في ظل استمرار التشاور مع بقية فصائل المقاومة. ورغم عدم كشف الحركة عن تفاصيل المقترح بشكل كامل، إلا أن مصادر مطلعة تحدثت عن "بعض التعديلات" التي جرت عليه، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الجانبين.
إلا أن استمرار القصف الإسرائيلي، واستهداف المدنيين والمرافق الصحية، يُلقي بظلال قاتمة على هذه المفاوضات، ويُهدد بإفشال أي فرصة حقيقية للوصول إلى تهدئة ما لم يتم وقف العدوان فوراً، ورفع الحصار، والاعتراف الكامل بحقوق الشعب الفلسطيني.
