خلال العدوان المتواصل
خاص| جمعية الكشافة بغزة تنفذ مشروع "سقيا الماء" رغم التحديات وشُح المياه
خاص - راية
أكد المفوض الدولي لجمعية الكشافة الفلسطينية صخر حميد أن الجمعية تواصل تنفيذ مشروع "سقيا الماء" للنازحين في قطاع غزة، ضمن حزمة من المبادرات الإنسانية التي تبذلها الجمعية لمساندة الشعب الفلسطيني في ظل العدوان المتواصل والكارثة الإنسانية المتفاقمة.
وقال المفوض حميد لـ"رايــة": "نحن لا نعمل فقط في إطار مشروع سقيا الماء، بل نبحث دوماً عن الاحتياجات الأكثر إلحاحًا للنازحين وأبناء شعبنا في غزة. المياه منقطعة، وسبل العيش معدومة، ونحن نحاول جاهدين توفير مياه شرب صحية تساهم في إبقاء الناس على قيد الحياة".
إنقاذ من العطش وسط العتمة
وأوضح أن مشروع سقيا الماء جاء استجابة للحاجة الملحة في غزة، حيث يعاني النازحون من انقطاع شبه كامل للمياه، مشيراً إلى أن "انقطاع المياه يعني انقطاع كل شيء"، في وقت أصبحت فيه الحياة شبه مستحيلة في ظل الدمار والحصار.
وذكر حميد أن الجمعية أطلقت المشروع بعد توظيف كل علاقاتها لتأمين الدعم، وتهدف إلى توزيع مليون لتر من المياه الصحية، رغم التحديات الكبيرة في تأمينها، سواء من الآبار القليلة المتبقية أو من مياه البحر المُحلّاة، والتي تتطلب تكاليف باهظة لجعلها صالحة للشرب.
دعم إقليمي وشراكات دولية
وقال المفوض الدولي إن الجمعية استطاعت، بفضل جهود مكثفة ودعم من مؤسسات ورجال أعمال وفاعلي خير من دول شقيقة مثل ليبيا وسوريا وتونس ومصر، أن تواصل المشروع الحيوي في ظل انقطاع المياه عن محافظات غزة.
وأشار إلى أن "ثقة هذه الجهات في جمعية الكشافة نابعة من تاريخها، وشفافيتها، والتزامها الميداني"، موضحاً أن المشروع تم تنفيذه في أكثر من 30 موقعًا متنقلاً في القطاع، لخدمة أكبر عدد ممكن من الأسر النازحة.
مشاريع إنسانية موازية في زمن الحرب
لم تكتف جمعية الكشافة الفلسطينية بسقيا الماء، بل نفذت أيضاً مشاريع إغاثية أخرى، أبرزها: توزيع 100,000 وجبة ساخنة خلال شهر رمضان، ومشروع التعليم الشعبي، الذي ما يزال مستمراً رغم محدودية الموارد، حملات تبرع بالدم، إزالة الأنقاض، برامج تفريغ نفسي للأطفال.
ولفت حميد إلى أن نحو 200 متطوع من قادة الكشافة والمرشدين والجوالة يعملون كخلية نحل يومياً لخدمة المجتمع، بدافع من "قانونهم ووعدهم الكشفي"، مؤكداً أن الجمعية تحظى بإشادة كبيرة من المنظمة الكشفية العالمية، كما عبّر عنها الأمين العام للمنظمة.
دعوة عاجلة لوقف العدوان
وفي ختام تصريحه، قال المفوض الدولي: "لا نجد كلمات نصف بها ما يعيشه أهلنا في غزة… نناشد كل من له علاقة بالإنسانية أن ينظر إلى جراح الناس هنا. غزة تعيش كارثة بيئية وإنسانية. يجب إنقاذ هؤلاء الأبرياء فوراً".
وأكد أن الجمعية تنفذ تعليمات الفريق جبريل الرجوب رئيس جمعية الكشافة الفلسطينية، وتسعى بكل ما تملك من علاقات وشراكات — والتي تبلغ نحو 70 شريكًا محليًا ودوليًا — لتقديم يد العون في هذه المرحلة الصعبة.