عقب استهداف "المعمداني"
مؤسسة "الضمير"لراية: إسرائيل تنفذ خطة إبادة ممنهجة ضد النظام الصحي في غزة
في سياق مواصلة العدوان الإسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة، استُهدف فجر اليوم مستشفى المعمداني، فيما أخرج الاحتلال 34 مستشفى عن الخدمة منذ بداية الحرب، في ما وصفته مصادر رسمية في غزة بأنه استهداف متعمد ضمن خطة ممنهجة لتدمير النظام الصحي بشكل كامل.
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، أكد علاء السكافي، مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان في غزة، أن ما تقوم به قوات الاحتلال لا يمكن وصفه سوى بأنه إبادة ممنهجة للمرافق الصحية والبشرية، مشيرًا إلى أن المستشفيات أصبحت هدفًا مباشرًا، إلى جانب حصارها وتجريف معداتها واعتقال طواقمها.
انهيار صحي شامل
و أورد السكافي سلسلة من الأرقام الصادمة التي تُعبر عن حجم الكارثة:
- 14,000 مريض بحاجة للعلاج خارج قطاع غزة.
- أكثر من 10,000 مريض سرطان لم يتلقوا علاجاتهم أو البروتوكولات الدوائية.
- 40% من مرضى غسيل الكلى توفوا منذ بدء العدوان.
- يوميًا، يُسجل وفاة 7 إلى 10 مرضى من أصحاب الأمراض المزمنة بسبب نقص الدواء.
- أقسام في المستشفيات توقفت عن العمل بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات.
- الحضانات الخاصة بحديثي الولادة لم تعد تعمل، ما يهدد حياتهم بشكل مباشر.
وأضاف أن الأطباء باتوا مضطرين لإجراء "مفاضلة" بين المصابين، لتحديد من يمكن إنقاذه ومن يُتوقع وفاته نتيجة عدم توفّر الإمكانيات.
هدف الاحتلال: قطاع بلا حياة
أوضح السكافي أن الاحتلال يسعى من خلال هذه السياسات إلى جعل قطاع غزة "غير صالح للسكن"، وتدمير أي مقومات للحياة فيه
. واعتبر أن تدمير المنظومة الصحية جزء من جريمة إبادة جماعية شاملة تمارسها إسرائيل، بهدف التهجير القسري.
ورغم ذلك، قال: "المواطنون في غزة متشبثون بأرضهم رغم المجازر، ورغم التهجير والتدمير، وهم يرفضون الانصياع لأوامر الاحتلال".
وأشار إلى أن كثيرًا من العائلات رفضت المغادرة رغم القصف المتواصل، سواء في شمال القطاع أو شرق مدينة غزة أو في رفح، معتبرًا أن هذا دليل على تمسكهم بحقهم في البقاء.
المساعدات: لا انفراجة حقيقية حتى الآن
وحول ما تم تداوله عن دخول شاحنات وقود إلى غزة، أوضح السكافي أنه لم يتم تأكيد ذلك من أي جهة رسمية.
وأضاف أن هناك حديثًا عن نقل مخزون وقود داخلي من مناطق أمر الاحتلال بإخلائها، لكن لا توجد مؤشرات على انفراجة في إدخال الوقود أو المساعدات الإنسانية.
وأشار إلى أن الحصار المتواصل لأكثر من 40 يومًا، تسبب في شح كبير بالمواد الأساسية، ومنع دخول الخيام والشوادر اللازمة للإيواء، رغم أن أكثر من 65% من مساحة القطاع أصبحت مناطق إخلاء، وفق تصنيفات الأمم المتحدة.
وقال السكافي إن المواطنين يفترشون الشوارع دون مأوى أو مقومات حياة، وسط تجاهل كامل لمتطلباتهم، وغياب أي خطوط إمداد بالماء أو الوقود أو الغذاء.