"العمل التعاوني هو مستقبلنا"
تعاونية "الأرض لنا".. نموذج ريادي يُعزز صمود الشباب والاقتصاد المحلي
في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون، تبرز المبادرات الشبابية التعاونية كأحد النماذج التي تُعزز الصمود وتبني اقتصادًا يعتمد على الجهد الذاتي والعمل الجماعي. ومن بين هذه المبادرات، تبرز تعاونية "الأرض لنا" في بلدة عرابة بمحافظة جنين، التي تأسست عام 2020 على يد مجموعة من الشباب والصبايا المتطوعين.
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، قال علي أبو صلاح، أحد مؤسسي التعاونية وعضو فاعل فيها: "بدأنا بخمسة أعضاء فقط ونصف دونم من محصول الحمّص، وها نحن اليوم بعد خمس سنوات نملك أكثر من 2 دونم من الحمّص، وحدة زراعة مائية، نصف دونم مزروع بالعكوب، ومزرعة دواجن وطيور زينة ودجاج بلدي".
من فكرة إلى إنجاز ملموس
وأشار أبو صلاح إلى أن التعاونية كانت في البداية تجربة تطوعية نابعة من روح العمل الجماعي، لكنها تطورت بمرور الوقت إلى مشروع منتج ومتكامل.
وأضاف:"نحن اليوم 9 أعضاء، مقسمون إلى مجموعات تعمل على الزراعة والثروة الحيوانية، وكل عضو له دور واضح ومسؤوليات محددة بموجب ميثاق شرف تنظيمي".
وأكد أن التعاونيات الزراعية تمثل حلاً حقيقيًا في ظل صعوبة الأوضاع الاقتصادية وقلة الفرص، خاصة بعد انسحاب عدد كبير من العمال من سوق العمل خلال العامين الأخيرين.
التوسع والتأثير المجتمعي
وأوضح أبو صلاح أن التعاونية لا تستهدف الربح فقط، بل تحمل أيضًا رسالة مجتمعية واضحة، مشيرًا إلى أنهم يوزعون بذورًا لإنشاء حدائق منزلية في القرى والبلدات، بالتعاون مع مؤسسات كـ"مركز الفن الشعبي" و"مركز معًا" في رام الله والبيرة.
"نريد أن نعيد الناس للزراعة، للنعنع والبندورة والزعتر حول البيت، هذا هو الأمن الغذائي الحقيقي"، قال علي.
تحديات وصمود
ورغم النجاح، تواجه التعاونية تحديات عديدة، أهمها شح المياه، وغياب التمويل الكافي، وصعوبة الوصول إلى الأراضي بسبب سياسات الاحتلال، إضافة إلى التحديات الداخلية المرتبطة بالتفاهم والتنسيق بين الأعضاء.
وعن ذلك يقول أبو صلاح: "أهم أسباب فشل التعاونيات هي الخلافات الداخلية. نحن تجاوزنا ذلك بوثيقة عمل واضحة تنظّم العلاقة بين الأعضاء وتوزّع المسؤوليات بعدل، لأن الأرض ملك للتعاونية، وليست للأفراد".
رسالة شبابية
وأشار إلى أن التعاونية بدأت تغير نظرة المجتمع المحلي، قائلًا: "في البداية لم يكن من السهل إقناع الناس. اليوم أصبح لدينا اسم وحضور وتأثير، وبدأ الشباب يلتفتون إلى فكرة العمل التعاوني كفرصة حقيقية للعيش والإنجاز".