بدعم من برنامج سواسية ٣ المشترك
جامعة بيت لحم تنظّم مؤتمراً وحفل التخرج الأول لبرنامج الدبلوم المهني المتخصص بحماية الطفل

نظّمت جامعة بيت لحم، من خلال معهد الشراكة المجتمعية، وبالتعاون مع اليونيسف ضمن برنامج سواسية ٣ المشترك: "تعزيز الوصول إلى العدالة بشكل متكافئ لجميع الفلسطينيين" – البرنامج المشترك لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة واليونيسف – مؤتمراً وحفل تخرّج هو الأول من نوعه لبرنامج الدبلوم المهني المتخصص في حماية الطفل.
وانطلقت الفعاليات يوم الثلاثاء الموافق ٨ نيسان ٢٠٢٥، بعقد المؤتمر الأول بعنوان "حماية الطفل في عالم متنوّع - فلسطين نموذج" في حرم الجامعة. وتخلل المؤتمر كلمات ترحيبية ألقاها الأخ الدكتور إرنان سانتوس، نائب الرئيس الأعلى للجامعة، وجلسات حوارية أدارها كل من السيدة منيرفا جرايسة والسيد رياض عرار والسيد رائد عميرة. فضلاً عن مشاركة مجموعة من المختصين الذين ناقشوا قضايا حماية الطفل ضمن السياق الاجتماعي والثقافي الفلسطيني، وقد خلصت الجلسات إلى مجموعة من التوصيات لتعزيز نظام حماية الطفل في فلسطين.
وتواصلت الفعاليات اليوم الأربعاء الموافق ٩ نيسان بتنظيم حفل التخرّج الأول لطلبة برنامج الدبلوم المهني المتخصص في حماية الطفل، الذي نفّذه معهد الشراكة المجتمعية بدعم من اليونيسف من خلال برنامج سواسية ٣ المشترك.
وقال إرنان سانتوس في كلمته، "نحن هنا اليوم لنحتفل بإطلاق وتخريج أول دفعة من دبلوم حماية الطفل المهني – وهو برنامج لا يمثل فقط تطور التميز الأكاديمي في جامعة بيت لحم، بل يجسّد أيضًا التزامنا العميق تجاه أطفال فلسطين. وقد تم اعتماد هذا البرنامج من قبل وزارة التعليم العالي الفلسطينية، بدعم من اليونيسف من خلال برنامج سواسية، حيث جمع هذا المشروع ائتلافًا قويًا من الشركاء ضم كل من دائرة العلوم الاجتماعية في الجامعة، ومجلس أطفال فلسطين، ومنظمة أرض الإنسان، والأونروا، وشرطة حماية الأسرة، ووزارتَي التنمية الاجتماعية والتربية والتعليم، وقرية الأطفال SOS .لقد عمل هؤلاء الشركاء معًا لبناء برنامج يستند إلى الأسس النظرية، لكنه متجذر في التحديات المؤلمة والحقيقية التي تواجهها مجتمعاتنا يوميًا."
ويُعدّ هذا البرنامج استجابةً مباشرة للحاجة المتزايدة لتعزيز نظام حماية الطفل في المجتمع الفلسطيني، في ظلّ تزايد حالات العنف ضد الأطفال. ومن خلال التعاون بين جامعة بيت لحم واليونيسف، تمّ تطوير منهاج أكاديمي متكامل يهدف إلى تزويد العاملين في هذا القطاع بالمعارف والمهارات اللازمة لحماية الأطفال وتعزيز حقوقهم.
هذا وقالت السيدة ماكييلا باسيني، مديرة قسم حماية الطفولة في اليونيسف: "لا يمكن لأي نظام أن يؤدي وظيفته بفعالية من دون وجود مهنيين مؤهّلين ومتفانين، يضطلعون بدور محوري في ضمان توفير الحماية والدعم الذي يحتاج إليه الأطفال. ومن هذا المنطلق، تولي منظمة اليونيسف أهمية قصوى لتعزيز العمل في مجال حماية الطفل، لا سيّما العاملين في الصفوف الأمامية الذين يقدمون الرعاية والدعم والتدخل المباشر للأطفال الأكثر عرضة للخطر. ومن خلال برنامج سواسية المشترك، تعمل منظمة اليونيسف بالتعاون مع شركائها، على تعزيز خدمات الحماية للأطفال الأكثر عرضة للخطر. ويعتمد هذا البرنامج نهجًا شموليًا قائمًا على الحقوق، يدمج بين الدعم القانوني والاجتماعي والنفسي، ويعزز أواصر التعاون بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني والشركاء الدوليين، بهدف إنشاء شبكة أمان فعّالة للأطفال وسائر الفئات المهمشة."
ويستهدف هذا الدبلوم المهنيين العاملين في جميع الوزارات والمؤسسات ذات الصلة، مثل مرشدي حماية الطفولة في وزارة التنمية الاجتماعية، وقضاة الأحداث، وضباط شرطة الأسرة والأحداث، ووكلاء نيابة الأحداث، والمحامين المختصين في هذا المجال. ويهدف البرنامج إلى تعزيز قدراتهم على المستويين الاجتماعي والقانوني، والمساهمة في بناء نظام حماية يتمحور حول الطفل. ويجمع البرنامج بين العمل الاجتماعي، وتطور الطفل، والأطر القانونية، مما يمكّن المهنيين من تقديم خدمات أكثر فاعلية وملاءمة لاحتياجات الأطفال.
وبالنيابة عن المانحين الرئيسيين لبرنامج سواسية ٣ المشترك، صرّحت السيدة آنيكا ليسين، مسؤولة ملف حقوق الإنسان والديمقراطية في القنصلية السويدية في القدس، قائلة: "في ظل هذا السياق شديد التعقيد، نرى نحن كشركاء أن الدبلوم المهني في حماية الطفل يُمثّل
خطوة مهمة نحو ضمان طفولة أكثر أمانًا للأطفال الفلسطينيين. ففي أوضاع معقدة وعنيفة كهذه، يضطلع الأخصائيون الاجتماعيون وغيرهم من المهنيين، مثل المستشارين، وضباط الشرطة، ووكلاء نيابة الأحداث، بأدوار محورية وأساسية. ومن شأن هذا الدبلوم أن يعزز قدراتهم المهنية من خلال تعميق معرفتهم حول سبل تعزيز حماية الطفل."
ويشمل البرنامج تشريعات حقوق الطفل الدولية، والمبادئ القانونية الأساسية التي تحمي الأطفال، إلى جانب توفير الموارد الضرورية. ويُقدَّم من خلال أساليب تعليمية تفاعلية تجمع بين العمل الجماعي والمناقشات المفتوحة ودراسات الحالة والأبحاث الأكاديمية، بمشاركة نخبة من المحاضرين المتخصصين وذوي الخبرة في مجال حماية الطفل وحقوق الإنسان.
وقد وجهت البروفيسور إيمان السقا، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية، رسالة إلى الخريجين تحثهم فيها على تحمل المسؤولية الأخلاقية المنوطة بشهادتهم. فقالت "أنتم اليوم لا تحملون فقط شهادة، بل مسؤولية أخلاقية ومهنية. أنتم الآن في موقع يؤهلكم لتكونوا في الصفوف الأولى لحماية الأطفال في مجتمعنا. سواء كنتم تعملون في التعليم، أو الصحة، أو الخدمة الاجتماعية، أو مؤسسات المجتمع المدني، أو الشرطة، فإن دوركم محوري وأساسي. أنتم الجسر بين السياسات والممارسة، وبين الأمل والعمل."
كما ألقى كلمة كل من د. أيوب عليان، الوكيل المساعد للشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم العالي، والسيدة سائدة الأطرش، مديرة مديرية التنمية الاجتماعية – بيت لحم، والعميد وفاء معمر، مديرة إدارة حماية الأسرة والأحداث في الشرطة الفلسطينية، وجميعهم أثنوا على إقامة هذا البرنامج مسلطين الضوء على الحاجة الماسة لخبراء في مجال حماية الطفل في ظل الأوضاع الراهنة. فيما ألقت نجلاء دويكات كلمة نيابة عن زملائها الخريجين شكرت فيها برنامج سواسية والمانحين الرئيسيين للبرنامج.
وفي إطار التزامها بحماية الأطفال، تعمل اليونيسف من خلال برنامج سواسية ٣ المشترك على تعزيز أنظمة حماية الطفل في فلسطين، عبر الاستثمار في الوقاية وتقديم خدمات الاستجابة إلى جانب تطوير قدرات العاملين لضمان حماية الأطفال من العنف والاستغلال والانتهاكات.