الدقران لراية: نعيش انهيارًا صحيًا.. ونخشى توقف المولدات الكهربائية في أي لحظة
حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من انهيار وشيك في المنظومة الصحية بفعل استمرار العدوان الإسرائيلي والإغلاق الكامل لمعابر القطاع، والذي أدى إلى منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود، وسط تصاعد أعداد الشهداء والجرحى.
وقال د. خليل الدقران المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن "الأوضاع الصحية والإنسانية في قطاع غزة تدخل مرحلة حرجة وخطيرة، وقد باتت التحذيرات الصادرة عن وزارة الصحة بمناسبة يوم الصحة العالمي، بشأن رصيد الصفر من الأدوية والمستلزمات، تدخل حيز التنفيذ فعليًا".
وأوضح أن "عدد الشهداء الذين وصلوا إلى مستشفيات غزة خلال الـ24 ساعة الماضية بلغ نحو 60 شهيدًا وأكثر من 200 إصابة، جلّهم من الأطفال والنساء وكبار السن، ليرتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 1400 شهيد و3400 إصابة منذ استئناف العدوان في الثامن من مارس".
وأضاف أن وزارة الصحة تعاني من نقص حاد، حيث إن 37% من الأدوية و59% من المستلزمات الطبية رصيدها صفر، وأدوية أقسام العمليات والعناية والطوارئ مستنفدة بالكامل.
وأشار إلى أن الأقسام الحيوية تعمل حاليًا على مولدات كهربائية، مع منع الاحتلال إدخال الوقود اللازم لتشغيلها.
وتابع: "نخشى من توقف هذه المولدات خلال الأيام المقبلة، ما يعني خروج معظم المستشفيات عن الخدمة الصحية تمامًا. في ظل وجود أكثر من 25,000 مريض ومصاب بحاجة لعلاج عاجل خارج القطاع، والاحتلال يمنع خروجهم".
وأوضح أن الأدوية الخاصة بمرضى السرطان وأمراض الدم رصيدها صفر بنسبة 54%، وأدوية الرعاية الأولية بنسبة 40%، وأدوية خدمات صحة الأم والطفل بنسبة 51%، مما يشكل خطرًا كبيرًا على حياة الأطفال والنساء الحوامل.
كما أشار إلى أن الاحتلال يمنع دخول تطعيمات الأطفال، لا سيما لقاح شلل الأطفال، مما يشكل خطرًا على نحو 650 ألف طفل دون سن العاشرة.
وأكد أن الاحتلال يواصل استهداف جميع مقومات الحياة، بما في ذلك تدمير آبار المياه والبنية التحتية، مما أدى إلى اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي وانتشار التلوث، مع تحذيرات من تفشي الأوبئة والأمراض.
وأشار إلى أن النظام الصحي في غزة لم يعد قادرًا على استقبال الأعداد المتزايدة من المصابين والمرضى، وهناك خطر من انهيار شامل إذا استمر الاحتلال في منع دخول الأدوية والمواد الغذائية، خاصة حليب الأطفال، والذي أصبح رصيده صفر، بما في ذلك الحليب الخاص بحالات عدم تحمل اللاكتوز.
وقال إن 27 مستشفى أصبحت خارج الخدمة، وما تبقى يعمل بشكل جزئي في ظروف بالغة الصعوبة، في ظل نقص حاد في الأجهزة الطبية، مثل أجهزة التصوير الطبقي والرنين المغناطيسي. وأضاف: "يوجد فقط جهاز واحد للرنين المغناطيسي وجهاز واحد لـCT في قطاع غزة، وهو غير كافٍ على الإطلاق".
وتابع: "محافظة غزة بالكامل لا يوجد بها سوى مستشفى المعمداني، وهو صغير جدًا ولا يمكنه استيعاب الإصابات. أما مجمع الشفاء الطبي، أكبر منشأة صحية في القطاع، فهو يعمل الآن بنسبة 12% فقط، بعد تدمير معظم أقسامه".
أما في شمال غزة، فالمستشفى الوحيد العامل هو المستشفى الإندونيسي، وهو أيضًا صغير، بينما في المحافظة الوسطى يوجد فقط مستشفى شهداء الأقصى، وفي خان يونس مستشفى ناصر الذي تم استهداف أقسام الجراحة فيه مؤخرًا.
وأضاف: "الاحتلال قام مؤخرًا بنسف مستشفى الصداقة التركي، وهو المستشفى الوحيد الذي كان يقدم خدمات لمرضى الأورام ويخدم أكثر من 13,000 مريض، والآن هؤلاء المرضى بلا أي رعاية صحية".