في ظل "حرب الإبادة" على غزة
خاص| كيف يساعد القرآن والدعاء على إدارة المشاعر خلال المِحَن؟
خاص - راية
تحدث المحاضر والكاتب والمدرب في مجال القيادة والطاقة د. محمود الخطيب، عن الأثر الكبير لآيات القرآن الكريم، على المشاعر لا سيما السلبية، خلال المِحَن والتحديات، في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يواجهها شعبنا الفلسطيني، تحديدا في قطاع غزة.
وقال د. الخطيب لـ"رايــة" إن للقرآن الكريم دور كبير، حيث جاء في الآية الكريمة أن "فيه شفاء لما في الصدور" وهي تشير إلى المشاعر والقلب والقيم ومثل هذه الأمور المهمة في حياة الفرد المُسلم.
يقول الله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [الإسراء:82]. ويقول: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاء [فصلت:44]. ويقول: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس:57].
وأوضح أن المشاعر موضوع حساس جدا، يتعامل معه الإنسان بطريقتين، إما بالتجاهل أو التجاوز، لكن التجاهل ليس حلا؛ كونه يعني تأجيل المشكلة، لذا لا بد من المواجهة من أجل تجاوزها.
وبين د. الخطيب أن أول خطوة في عملية تجاوز المشاعر، عدم إنكارها والاعتراف بها، لافتا إلى عدم وجود سعادة أبدية أو حزن طوال الوقت، فهذه حياة فيها من الصنفين بشكل حتمي.
وذكر أن الإنسان يواجه في حياته، مشاعر مؤلمة وأخرى مريحة، فالسعادة وقت المشاعر المؤلمة "شعور سلبي"، لذا لا بد للإنسان السوي صاحب الضمير، أن يتألم ويحزن، ثم يعترف بها في أول الطريق نحو تجاوزها.
وتعقيبا على حالة العجز أمام ما يجري بحق أهلنا في غزة. استذكر المحاضر الخطيب حديثا للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو "من رأى منكم منكرا فليغيره، فإن لم يكن بيده فبلسانه، وإن لم يستطيع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".
ووفق د. الخطيب، كلمة "بقلبه" تعني أن تبقى تتألم، والثبات على الحق وعدم تبرير الباطل، والقيام بما يمكن فعله حتى لو بشكل فردي، على صعيد تعليم الأجيال القادمة، القضية والحقيقة.
وحث الجميع على عدم الاستهانة بالدعاء لله تعالى، وأيضا كل العبادات -خصوصا- الصلاة وقراءة القرآن الكريم.
وخاطب الجميع قائلا: "لا تفقد إنسانيتك وتهرب من مشاعرك، بل واجهها وساند إخوانك ولو بالكلمة، حتى لو بمفردك. قم بما تستطيع وفق طاقتك. طالما ترى ما يحدث في غزة بالطريقة الصحيحة والسليمة، فأنت إنسان صاحب ضمير".