مراسلة "راية" ترصد المشهد في غزة: قصف متواصل وأوضاع كارثية
يواصل الاحتلال الإسرائيلي تصعيد هجماته على قطاع غزة، حيث نفذ سلاح الجو الإسرائيلي غارات مكثفة، فيما قصفت الدبابات الأحياء السكنية ومخيمات النازحين، وسط حصار خانق يفرضه الاحتلال بإغلاق المعابر أمام قوافل المساعدات الإنسانية.
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، استعرضت مراسلتنا مدلين الشقلي صورة الوضع في قطاع غزة، مؤكدة أن الأوضاع تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، لا سيما منذ 18 مارس، حيث كثف الاحتلال هجماته وفرض مزيدًا من الضغوط على السكان المدنيين.
وقالت الشقلي: "الوضع في غزة كارثي، وربما أصعب من ذي قبل، خاصة فيما يتعلق بالنزوح. بعدما عاد المواطنون إلى مناطقهم، أجبرهم الاحتلال مجددًا على النزوح تحت التهديد، دون أن تتوفر لهم أماكن آمنة. لا يوجد مأكل أو مشرب، والمستشفيات تعاني بشكل كبير، حيث تطالب بإقامة نقاط طبية وغرف عمليات جديدة، لكنها لا تستطيع تقديم الخدمات الطبية بسبب نقص المعدات وإغلاق المعابر ومنع إدخال الوقود".
وأضافت: "القصف المدفعي متواصل على مدار الساعة، خاصة في شمال قطاع غزة، حيث أتواجد حاليًا في منطقة الفاخورة، وهي قريبة من بئر النعجة وجباليا. الطائرات المسيّرة تحلق على ارتفاع منخفض جدًا بين الخيام والمنازل، مما يزيد من حالة الرعب لدى المدنيين".
وأشارت الشقلي إلى أن "عدد الضحايا منذ 18 مارس تجاوز 700 شهيد وربما 800، إضافة إلى أكثر من 1300 إصابة، بينهم كثيرون لا يزالون عالقين تحت الأنقاض، وسط عجز سيارات الدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب نفاد الوقود".
وأوضحت أن "الأوضاع تتفاقم يومًا بعد يوم، حيث تم استهداف سيارات الإسعاف، كما حدث في رفح، مما يجعل عمليات الإنقاذ أكثر صعوبة. حتى المناطق التي كان الاحتلال يصفها بـ'المناطق الإنسانية' باتت تحت القصف، ولم يعد هناك أي مكان آمن".
واختتمت حديثها بالقول: "ما يحدث في غزة يفوق الوصف، والقصف لا يتوقف ليلًا أو نهارًا. يجب التحرك بشكل عاجل لوقف إطلاق النار، لأن الوضع لم يعد يُحتمل، سواء للمدنيين أو حتى للصحفيين الذين أصبحوا عاجزين عن التنقل بسبب استهدافهم المباشر من قبل الاحتلال".