خاص| الحقوق النقابية للمعلميين الفلسطينين في ظل الاحتلال والطوارئ

خاص - راية

استعرض الأمين العام لاتحاد المعلمين الفلسطينيين سائد ازريقات، تفاصيل دور الاتحاد والحقوق النقابية للمعلميين في ظل الاحتلال والطوارئ.

جاء حديث ازريقات عبر "رايــة" في حلقة جديدة نُفذت مع جمعية مركز إبداع المعلم من خلال مشروع أصوات المعلمين مهم لتعزيز الحق بالتعليم ضمن برنامج المواطنة.

وتطرق ازريقات في مستهل حديثه إلى دور الاتحاد في تمثيل المعلمين والدفاع عن حقوقهم -لا سيما- خلال فترة الحرب والعدوان على غزة، الذي أسفر عن ارتقاء نحو 60 ألف من أبناء شعبنا من بينهم أكثر من 13 ألف طالب/ة، بالإضافة إلى استشهاد وإصابة العشرات من المعلمين والمعلمات.

وكذلك تحدث عن واقع العملية التعليمية الصعب في الضفة؛ إثر العدوان الإسرائيلي المتواصل -خصوصا- في المناطق الشمالية، في استهداف واضح ومباشر للشعب الفلسطيني الذي ما زال يصر على الاستثمار في أبناءه عبر التعليم، كل كل التحديات والمؤامرات.

وذكر أن الاحتلال يستهدف بشكل متكرر شعبنا بأفراده ووعيه والمكون لهذا الوعي وهي المدارس والتعليم في فلسطين، حيث يقتحم الكثير منها باستمرار ويحرم الطلبة من الوصول إلى مدارسهم، تحديدا في شمال الضفة.

وأوضح أن هناك أكثر من 40 مدرسة في جنين لا يمكن الوصول إليها بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل، الأمر الذي يمثل اعتداء على العملية التعليمية من طلبة ومعلمين.

وحول اتحاد المعلمين الفلسطينيين، قال إنه مؤسسة نقابية وطنية نضالية تأسست عام 1969 ومارست دورها النقابي والوطني منذ ذلك التاريخ وحتى الآن.

وأضاف أن الاتحاد يحاول دوما الدفاع عن المعلمين واسنادهم في كل الاتجاهات سواء وطنيا أو نقابيا، حيث يعمل في هذين المسارين بشكل متوازي، ويقدم الدعم للمعلمين والمعلمات على جميع الأصعدة والأطر، ويقوم بمتابعة قضاياهم الخاصة والعامة وتحقيق الإنجازات وتوقيع الاتفاقيات وإنفاذها، ومساعدتهم بشكل مباشر.

وتحدث عن طبيعة عمل الاتحاد، إذ قال: "في الضفة، نحن على تواصل مع وزارة التربية والتعليم، نتابع الميدان يوميا بشكل حثيث، وأي إرباك يحدث في قطاع التربية والتعليم نتيجة اقتحامات الاحتلال، يكون هناك ترتيبات للدوام من خلال هذا التعاون والتواصل المستمر مع الوزارة؛ حفاظا على سلامة الطلبة والمعلمين ومقدرات شعبنا الفلسطيني، كي لا يكون هناك حجة للاحتلال لاقتحام وتدمير هذه المدارس".

وضمن تواصل الاتحاد مع الوزارة، تم تخفيض عدد أيام الدوام للتخفيف عن المعلمين من نسبة تعرضهم للاعتداء خلال التنقل عبر الحواجز الإسرائيلية التي تعرقل وصولهم وأيضا الحيلولة دون أن تتخذ إجراءات إدارية بحقهم نتيجة التأخير غير المتعمد. وفق ازريقات.

وأضاف: "أما في قطاع غزة، الأمر مختلف جراء تدمير الاحتلال كل مقومات العملية التعليمية، والذي طال أكثر من 300 مدرسة والجامعات، ولم يتبق سوى بعض المدارس في مناطق وسط القطاع والتي تمثل نحو 10% فقط ولا تستطيع أن تكون بديلة للتعليم بشكل كامل".

وأفاد بأن الاتحاد يقدم المساعدة للمعلمين في غزة بالتواصل مع وزارة التربية والتعليم، وكذلك الذين غادروا القطاع باتجاه مصر خلال فترة الحرب، وذلك عبر نقابة المعلمين المصريين.

وقدم الاتحاد مساعدات مالية لنحو 4-5 آلاف معلم/ة في قطاع غزة، ووزع 3000 طرد غذائي بالشراكة مع مؤسسات منها "أنيرا" والهلال الأحمر.

وأكد ازريقات أن اتحاد المعلمين يحاول إسناد أبناء شعبنا في قطاع غزة بكل الوسائل رغم شح الإمكانيات، من أجل تعزيز صمودهم.

وتحدث ازريقات عن الواقع الاقتصادي الصعب في فلسطين خلال الحرب وانعكاسه على الوضع التربوي، وكذلك دور الاتحاد في هذا الإطار مع تفاقم صعوبة الظروف إثر العدوان المتواصل.

وذكر أن الاتحاد بالتواصل مع وزارة التربية والتعليم والحكومة الفلسطينية، نفذ العديد من التدخلات، منها صرف المواصلات كاملة للموظفين ولا تكون غير خاضعة لنسبة 70%.

وبحسبه، رفع نسبة صرف الرواتب، كان جزء من الحوار مع الحكومة الفلسطينية ورئيس الوزراء د. محمد مصطفى من أجل المعلمين الذين لا يتلقون رواتب عالية في الأصل إنما متوسطة بالكاد تكفي في الوضع الطبيعي.

وفي إطار إسناد المعلمين وتعزيز صمودهم، وتخفيف أزمة الرواتب، اتفق الاتحاد مع وزارة التربية والتعليم على تسديد أقساط الجامعات للطلبة أبناء المعلمين، حيث تم تنفيذ ما اتفق عليه خلال فصلين دراسيين بمبلغ يصل إلى 65 مليون شيكل من صندوق التكافل على أن يتم خصمهم مستقبلا من المستحقات. كما بين ازريقات.
وشدد على استمرار هذه الحملات، من أجل إسناد المعلمين وتخفيف الأعباء المالية عنهم، وضمان استمرار العملية التعليمية والتربوية، الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على المجتمع.

معلمة تتساءل؟!

وفي مداخلة هاتفية خلال الحلقة، تحدثت المعلمة عرين منى -من مديرية نابلس- عن التحديات التي يواجهها المعلم الفلسطيني جراء عدوان الاحتلال المتكرر وحواجزه المنتشرة في كل أنحاء الضفة.

وأكدت المعلمة عرين أهمية هذا اللقاء كونه يسلط الضوء على قضية مهمة، تؤثر على مستقبل التعليم والمعلمين الفلسطينيين الذين يواجهون تحديات جمة.

وقالت إن الاحتلال لا يستهدف البنية التحتية للتعليم فحسب، بل أيضا الاستقرار النفسي والمهني للمعلم، إلى جانب الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة.

وتوجهت بالشكر لاتحاد المعلمين "الذي يمثل خط الدفاع الأول عن حقوقهم وحمايتها ويقوم بتوصيل صوتهم ويطالب بتحسين ظروفهم رغم كل العقبات".

وقالت إن اتحاد المعلمين ليس جهة تطالب فقط، إنما هو الجهة التي تحمل أصوات وقضايا المعلمين إلى دوائر صنع القرار".

وتطرقت إلى الصعوبات والمضايقات التي تتعرض لها خلال تنقلها من وإلى المدرسة، جراء حواجز. اقتحامات الاحتلال المتكررة.

وشددت على أنه رغم التحديات والظروف الصعبة، إلا أن المعلم الفلسطيني أقوى ويواصل آداء رسالته بإصرار وعزيمة، لذا يستحق كل التقدير والاحترام.

ووجهت المعلمة منى تساؤلا إلى "ازريقات" حول خطط الاتحاد لضمان استمرار العملية التعليمية.

ازريقات يجيب..

وأجاب ازريقات: "قدمنا اقتراحا لوزارة التربية والتعليم في الفصل الثاني، بتغيير أماكن عمل المعلمين، إذ تم حصر المعلمين الذين يتنقلون خارج محافظاتهم عبر الحواجز، وقامت الوزارة بعمليات نقل كبيرة لتقريب المعلم على مكان سكنه".

وأشاد بقرار الوزارة بنقل أعداد كبيرة من المعلمين وتقريبهم من أماكن سكنهم، لتلافي التنقل عبر الحواجز.

وتطرق إلى الجهود المستمرة مع الوزارة لتعزيز صمود المعلمين والعملية التعليمية في المدارس التي تم إغلاقها بفعل العدوان والاجتياحات المتواصلة. وقال إنه تم إيجاد بدائل بحيث تستوعب المدارس الطلبة على فترتين صباحية ومسائية.

كما تحدث عن جهود الاتحاد المتواصلة من أجل إسناد المعلمين، ونتائج اللقاء مع رئيس الوزراء والتواصل والاجتماع مع سلطة النقد بخصوص الرواتب والقروض، وكذلك علاوة القدس، وأيضا واقع العملية التعليمية في مدينة القدس.

وأكد ازريقات أن الاتحاد يرفض تحميل المعلم أي عبء مالي إضافي نتيجة اجتزاء الرواتب وعدك إعطائه راتبه كاملا، موضحا أنه تم عقد اجتماع مع سلطة النقد بهذا الخصوص ولا يزال التواصل مستمرا من أجل هذه المسألة.