"خذ وأعطِ".. مبادرة فلسطينية تعزز التكافل الاجتماعي رغم التحديات
في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون، تبرز المبادرات التطوعية كركيزة أساسية لدعم الفئات الأكثر احتياجًا، ومن بين هذه المبادرات تأتي "خذ وأعطِ"، وهي مجموعة خيرية تعمل على تقديم المساعدة للعائلات المحتاجة في مختلف المدن الفلسطينية.
تأسست المجموعة عام 2018، وبدأت كصفحة على فيسبوك لنشر المناشدات، وسرعان ما تحولت إلى شبكة دعم مجتمعية واسعة تضم متطوعين من القدس وبيت لحم ورام الله وطولكرم، وتسعى لتعزيز روح التكافل بين الفلسطينيين.
وقال رائد دويك، مدير ومؤسس مجموعة "خذ وأعطِ" الخيرية، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن المبادرة انطلقت من مبدأ بسيط لكنه عميق، وهو أن المواطن يساعد المواطن، حيث يقدم أهل الخير التبرعات عبر المجموعة، ويتم توجيهها مباشرة إلى المستحقين.
وأكد أن الشعب الفلسطيني، رغم معاناته المستمرة، لا يزال معطاءً، ويسعى دومًا لمساندة بعضه البعض.
وأضاف دويك أن الطلب على المساعدات في ازدياد مستمر بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، مشيرًا إلى أن هناك عمالًا فقدوا وظائفهم، وعائلات انضمت إلى خط الفقر، مما ضاعف من الضغط على المؤسسات والجمعيات الخيرية.
ومع ذلك، أكد أن ميزانية الجمعية لهذا العام لم تتراجع مقارنة بالعام الماضي، رغم التحديات الاقتصادية.
"خذ وأعطِ" تتبنى الشفافية وتضمن كرامة المستفيدين
وأوضح دويك أن المجموعة لا تقتصر على تقديم المساعدات النقدية، بل تعتمد على توفير الدعم العيني مثل تكاليف العلاج، الأدوية، العمليات الجراحية، وتأمين احتياجات أساسية للعائلات.
وأكد أن الهدف الأساسي هو إدخال السعادة إلى قلوب المحتاجين، وليس مجرد تقديم المساعدة المادية.
كما شدد على أهمية الشفافية في العمل الخيري، موضحًا أن المجموعة تحرص على إبقاء هوية المستفيدين سرية تمامًا، وترفض تصويرهم أو استغلال معاناتهم بأي شكل من الأشكال. وبدلًا من ذلك، يتم تقديم التحديثات للمتبرعين عبر التواصل الشخصي، مع إرسال الفواتير والإيصالات لضمان وصول التبرعات إلى مستحقيها.
تعزيز النسيج الاجتماعي بين الفلسطينيين
وأكد دويك أن المجموعة تسهم أيضًا في ترميم النسيج الاجتماعي بين مختلف المدن الفلسطينية، حيث يشارك أبناء القدس في دعم أهل بيت لحم، ويساعد أهل نابلس المحتاجين في الخليل، مما يعزز روح الوحدة والتكافل في المجتمع الفلسطيني.
وختم دويك حديثه بالتعبير عن أمله في أن تستمر المجموعة في التوسع لتشمل مزيدًا من المحافظات والمتطوعين، مؤكدًا أن كل شخص يستطيع المساهمة ولو بالقليل، لأن الخير لا يُقاس بحجمه، بل بنيته الصادقة.