مراسلة رايـة ترصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة
تشهد غزة تصعيدًا عسكريًا خطيرًا مع استمرار الغارات الإسرائيلية العنيفة منذ الليلة الماضية وساعات الفجر الأولى، حيث استهدف الاحتلال مناطق متفرقة من القطاع، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، إضافة إلى تفاقم أزمة النزوح القسري نتيجة أوامر الإخلاء المفروضة على السكان.
وقالت مراسلة راية، رُبى العجرمي، إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يتواصل، مستهدفًا مناطق مختلفة في القطاع. خلال الساعات الماضية، شهدت مدينة خانيونس والمحافظات الوسطى ومدينة غزة غارات مكثفة، كان أبرزها استهداف سيارة مدنية في مدينة خانيونس جنوب القطاع، ما أسفر عن سقوط ستة مصابين. كما قصف الاحتلال منزلًا في حي الشجاعية، مما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين.
في المحافظة الوسطى، تعرض مخيم النصيرات لسلسلة من الغارات العنيفة، ما أسفر عن وقوع إصابات عديدة.
وأشارت العجرمي إلى استمرار عمليات النزوح القسري نتيجة أوامر الإخلاء الإسرائيلية، حيث بدأ الجيش إصدار أوامر الإخلاء في مدينة رفح جنوب القطاع، وأجبر السكان على مغادرة منازلهم سيرًا على الأقدام دون السماح لهم بحمل أي من متاعهم الشخصي.
وأضافت العجرمي أن الاحتلال تعمد منع النازحين من استخدام المركبات، مما تسبب في مآسٍ إنسانية للمدنيين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم بأقل القليل، تاركين خلفهم كل ما يملكون، حتى المياه والبطانيات.
كما أظهرت مقاطع الفيديو المنشورة أمس استهداف الاحتلال للنازحين أثناء محاولتهم الفرار، حيث تم قصفهم بالمسيرات الإسرائيلية، في مشاهد دموية تعكس حجم المجازر التي تُرتكب بحق المدنيين.
وتابعت العجرمي قائلة إن المجازر الإسرائيلية لم تستثنِ أحدًا، حيث استهدف الاحتلال مجمع ناصر الطبي، وأصاب عددًا من الجرحى الذين كانوا يتلقون العلاج في قسم المبيت، بينهم القيادي في حركة حماس، فوزي برهوم.
وأكدت أن الاحتلال تجاوز كل الخطوط الحمراء التي حددها القانون الدولي الإنساني، مستمرًا في ارتكاب الجرائم والمجازر دون أي رادع دولي.
وبشأن طاقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أفادت العجرمي بأن الطاقم استجاب لنداء استغاثة من منطقة الحشاشين في مدينة رفح، لكنه تعرض لإطلاق نار مباشر من الاحتلال، ما أدى إلى استشهاد أحد المسعفين وإصابة آخرين. وعندما حاولت فرق الدفاع المدني إنقاذ المحاصرين، تم استهدافهم أيضًا، ليصبح أكثر من ألف فلسطيني محاصرين وسط قصف مكثف.
وأشارت إلى أن فرق الإسعاف والدفاع المدني فقدت الاتصال مع المحاصرين، وسط شهادات عن جرائم مروعة تُرتكب بحقهم، دون معرفة مصيرهم حتى اللحظة. وما زالت العائلات، بما فيها الأطفال والنساء، محاصرة في ظروف إنسانية قاسية، مع انقطاع تام للمعلومات حول أوضاعهم.