إسرائيل توسع عدوانها على غزة في محاولة للضغط على حماس

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأحد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يوسع عملياته البرية في جميع أنحاء قطاع غزة، حيث تعمل القوات في مواقع رئيسية في جميع أنحاء القطاع في محاولة للضغط على حركة حماس مع تعثر المحادثات لوقف القتال وإطلاق سراح المزيد من الأسرى.
وتوغلت القوات الإسرائيلية في بلدة بيت حانون الحدودية شمال غزة يوم السبت لوضع الأساس لتوسيع المنطقة العازلة الأمنية الإسرائيلية، وهي منطقة يبلغ عرضها عدة مئات من الأمتار أنشأها جيش الاحتلال داخل غزة وتمتد على حدودها مع إسرائيل.
وقال الجيش إنه يعمل الآن في بقع لتوسيع نطاقه واقتلاع البنية التحتية لحماس في جميع أنحاء غزة، من بيت حانون وبيت لاهيا في الشمال إلى ممر نتساريم الذي يقسم وسط القطاع ورفح عبر الحدود المصرية في الجنوب. وصدرت أوامر إخلاء جديدة يوم الأحد للفلسطينيين لمغادرة العمليات المتوسعة في رفح.
وتحاول إسرائيل أيضًا اغتيال أعضاء بارزين في حماس. وقالت حركة حماس، إن الغارات الجوية التي شنتها على قطاع غزة ليلة الأحد أسفرت عن مقتل صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي للحركة. ووفقًا للسلطات الصحية الفلسطينية، فقد قتلت الغارات الإسرائيلية أكثر من 600 فلسطيني منذ استئناف نتنياهو لحرب الإبادة في غزة بقصف جوي مكثف فجر يوم الثلاثاء ، 18 آذار 2025.
وقد أسفرت حرب الإبادة حتى الآن عن استشهاد أكثر من 50 ألف فلسطيني منذ أن بدأت قبل أكثر من 17 شهرًا. وقد اندلعت الحرب بعد إطلاق حماس لعملية "طوفان الأقصى" يوم 7 تشرين الأول 2023 والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، بينهم 311 جنديا إسرائيليا في الخدمة، وشهد احتجاز 250 أسير، وفقًا للسلطات الإسرائيلية.
وقد انتهت فترة المرحلة من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز العمل يوم 19 كانون الثاني وانتهى يوم 2 آذار، حيث رفضت إسرائيل تنفيذ التزاماتها بالانتقال إلى المرحلة الثانية التي تقضي ،بحسب الاتفاق، بانسحاب جيش الاحتلال من كامل القطاع.
وبحسب الخبراء، تُعد تحركات إسرائيل الحالية جزءًا من إستراتيجية حكومة نتنياهو للضغط على حماس لقبول صفقة لإطلاق سراح ما يقرب من 60 أسير متبقين في القطاع، يُعتقد أن 24 منهم على قيد الحياة.
تتعرض الحكومة الإسرائيلية لضغوط شعبية مكثفة لتأمين إطلاق سراحهم، وقد خرج عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع في الأيام التي تلت استئناف القتال لحث قادتهم على السعي للتوصل إلى اتفاق، فيما دعا الكثيرون في الجناح اليميني الإسرائيلي إلى أن تحتفظ الدولة بالأراضي الفلسطينية ودعم الفلسطينيين الذين يريدون مغادرة قطاع غزة، بحجة أن مثل هذه الأساليب الضاغطة ضرورية للضغط على حماس.
وقد رفضت الدول العربية خطة الرئيس ترامب لتهجير سكان غزة إلى الدول المجاورة أثناء إعادة بناء القطاع.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس يوم الأحد أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي وافق على إنشاء إدارة جديدة لتسهيل الهجرة الطوعية من غزة، بعد أن قال خلال عطلة نهاية الأسبوع إنه وجه الجيش الإسرائيلي بالاستيلاء على أراضٍ إضافية في غزة وتوسيع منطقته العازلة. وقال كاتس يوم الجمعة: "طالما استمرت حماس في رفضها إطلاق سراح الأسرى، فإنها ستخسر المزيد والمزيد من الأراضي التي ستُلحق بإسرائيل".