محلل سياسي لراية: لا حرب أهلية في إسرائيل.. والتهجير إلى سيناء خط أحمر عربيًا
تتواصل التحركات السياسية والميدانية في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مع تصاعد الحديث عن سيناريوهات التهجير والضغط العسكري المستمر. في هذا السياق، التقى وفد من حركة حماس بوزير الخارجية التركي لمناقشة التطورات السياسية والضغط على إسرائيل، وسط تساؤلات حول مدى جدوى هذه الخطوات في ظل المعادلة السياسية والعسكرية القائمة.
وقال أمير مخّول، الباحث والمحلل السياسي من حيفا، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن المحور الأساسي للمفاوضات يتركز حول الوساطة المصرية والقطرية، إلى جانب الولايات المتحدة، التي تلعب الدور الأبرز في تحديد مسار أي صفقة مستقبلية.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية ستتعامل مع الملف وفقًا لأولوياتها الخاصة، وليس بناءً على مصالح الشعوب، ما يجعل أي تحركات دبلوماسية أخرى ذات تأثير محدود.
حرب أهلية في إسرائيل؟
وحول تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي استبعد فيها اندلاع حرب أهلية داخل إسرائيل، أشار مخّول إلى أن هذا الطرح مبالغ فيه، معتبرًا أن ما يحدث ليس انهيارًا داخليًا بل إعادة تشكيل لهوية الدولة ومنظوماتها.
وأوضح أن حكومة أقصى اليمين في إسرائيل تعمل على إزالة أي كوابح قانونية كانت تعيق تنفيذ سياساتها، خصوصًا فيما يتعلق بالحرب في غزة، والضم، والتطهير العرقي في الضفة الغربية.
وأضاف أن المحكمة العليا الإسرائيلية لم تكن يومًا منصفة في القضايا التي تتعلق بالاحتلال والفلسطينيين، بل كانت أداة لتعزيز سياسات إسرائيل وترسيخ الاحتلال.
إسرائيل وفهم حماس.. صراع القوة أم التفاوض؟
وفيما يتعلق بالاستراتيجية الإسرائيلية تجاه حماس، يرى مخّول أن الاحتلال لا يسعى فقط للقضاء على الحركة، بل يستهدف الوجود الفلسطيني ككل.
وأشار إلى أن خطاب وزير الحرب الإسرائيلي، الذي تحدث عن خيارين أمام الفلسطينيين: "إما الهجرة أو الموت"، يعكس النوايا الحقيقية لحكومة الاحتلال.
وأكد أن إسرائيل لا تريد أي كيان سياسي فلسطيني مستقل، سواء في غزة أو الضفة، لافتًا إلى أن تجديد الحرب على غزة جاء كرد فعل على نتائج القمة العربية التي دعت إلى إعادة الإعمار وإدارة القطاع بعيدًا عن سيطرة نتنياهو.
مشروع التهجير إلى سيناء.. هل هو ممكن؟
وحول المزاعم الإعلامية بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، قال مخّول إن هذه الفكرة ليست جديدة، لكنها تواجه مواقف حاسمة من دول كبرى مثل مصر والأردن والسعودية.
وأوضح أن مصر أعلنت بوضوح رفضها لهذا السيناريو، مشددًا على أن التهجير يهدد الأمن القومي العربي، لا سيما المصري والأردني.
وأشار إلى أن الظروف الدولية في بداية الحرب ربما كانت أكثر ملاءمة لمثل هذا المخطط، لكن الموقف المصري الحازم، إلى جانب الدعم الأردني والسعودي، أوقف أي محاولات إسرائيلية لتنفيذه.