القطايف.. تاريخها وسبب تسميتها

صبا مطر - راية

شهر رمضان شهر مميز وله الكثير من العادات والطقوس المختلفة التى تميزه عن بقية الشهور، وبين تلك الطقوس والعادات أنواع أكلات معينة، لا نجدها غالبا سوى في هذا الشهر، ومن أهمها "القطايف"، فهي واحدة من أهم مايميز سفر وموائد شهر رمضان.

تعتبر القطايف إحدى أنواع الحلويات المرتبطة بشهر الصيام فقط، ففي البلاد العربية يتم التوقف عن تناول القطايف مجرد أن ينتهي الشهر، وتغيب هذه الحلوى اللذيذة من متاجر الحلويات وحتى من الأسواق الشعبية حتى يعود موسمها من جديد في رمضان آخر ولثلاثين يوما في السنة

ارتبطت صناعة حلوى القطايف العربية بشهر رمضان المبارك وذلك بعد أن ظهرت منذ زمن طويل في بلاد الشام ومصر وتونس لتنتشر لكافة أرجاء الوطن العربي وتتمتع بشعبية وإقبال كبيرين من الناس.

فتصنع حبة القطايف على شكل هلال نسبة لهلال شهر مضان، ويتم تناولها بعد وجبة الإفطار وعلى السحور كذلك، وهى عبارة عن فطيرة مكونة من عجينة سائلة مخبوزة، محشوة بالمكسرات، أو القشطة، أوالجبنة ويمكن تحميرها أو قليها بعد حشوها.

تختلف الأوقات التي يتم فيها تناول القطايف من دولة لأخرى، فهناك من يأكلها بعد تناول وجبة الإفطار وهناك من يتناولها خلال وجبة الإفطار، وقبل وجبة الإفطار عند قليل من الناس كأهل مدينة نابلس.

سبب تسمية القطايف بهذا الاسم

تقول الروايات إن المنافسة على صناعة الحلويات ارتبطت بالحواضر مثل حاضرة دمشق, ومنها بدأ التجار يتنافسون على من يعد الحلوى الأفضل للخليفة فقام أحدهم بإبتكار القطائف ووضعها في طبق على شكل شجرة وكان الضيوف يتناولونها وكأنهم يقطفونها ولذلك سميت بالقطايف.

نشأة القطايف

لا يوجد مرجع موثق يبين أصل القطايف، إلا أن البعض يشيرون إلى أن لها أصول عباسية وأموية وفاطمية ودمشقية ولكن دون الإشارة إلى مرجع، كما لا يوجد مرجع يبيّن سبب ارتباطها بشهر رمضان، إلاّ أنه يُرجح أن يكون غلاء سعرها وسعر السكر في ذلك الوقت هو السبب، فقد ارتفعت أسعار السكر بشكل كبير في الحقبة المملوكية في رمضان 917هـ ولم يعد تناولها ممكناً، فكتب المؤرخ ابن إياس، قصيدة شعر عن الحلويات، قال فيها:

وقد صرت في وصف القطايف هائماً..تراني لأبواب الكنافة أقرع

فيا قاضياً بالل محتسبا عسى..ترخص لنا الحلوى نطيب ونرتفع

ومع تعدد الروايات التي قيلت في ذلك فإن منهم من يرى أنها عرفت في العصر العباسي وفي أواخر العصر الأموي، وأن أول من أكل القطايف في رمضان كان الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك (سنة 98 هـ).

وفي رواية أخرى، روت كتب التاريخ أن أول من ابتكر القطايف هم الأندلسيون، وانتشرت في مدن عربية كغرناطة وأشبيلية، ثم انتقلت تلك الفطيرة الصغيرة المحشوة بالمكسرات إلى بلاد الشرق العربي في ظل الحكم الإسلامي، وظلت تتطور على مدار السنوات لتصبح من أهم الأعراف المرتبطة لدى المصريين بشهر رمضان.