لجنة طوارئ عنبتا لراية: جهود مستمرة في دعم النازحين من مخيمي طولكرم ونور شمس
تواجه محافظة طولكرم ومخيمي نور شمس وطولكرم أزمة إنسانية متفاقمة، حيث تتزايد أعداد النازحين يوميًا بسبب الدمار الواسع الذي لحق بالمخيمات جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، مما أدى إلى فقدان آلاف العائلات لمنازلها أو مقومات الحياة الأساسية مثل المياه والكهرباء.
وقال رئيس بلدية عنبتا ورئيس لجنة الطوارئ، ثابت عمر، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن أوضاع النازحين تزداد سوءًا مع مرور الأيام، مشيرًا إلى أن 950 نازحًا يتواجدون حاليًا في عنبتا وحدها، وهو رقم كبير بالنسبة لقرية يبلغ عدد سكانها حوالي 9,000 نسمة.
وأوضح أن النازحين اضطروا لمغادرة منازلهم قسرًا بسبب تحويل بيوتهم إلى ثكنات عسكرية أو تدميرها بالكامل، مؤكدًا أن الحياة داخل المخيمات لم تعد ممكنة بسبب الدمار وانقطاع الخدمات الأساسية.
جهود تطوعية في غياب الدعم الرسمي
وأشار عمر إلى أن لجنة الطوارئ في عنبتا شكلت فرقًا إغاثية منذ بداية النزوح، حيث تم تجهيز مراكز إيواء وتوفير وجبات غذائية يومية للنازحين، مضيفًا أنه مع مرور الوقت تحولت المساعدات إلى طرود غذائية لتلبية الاحتياجات الأساسية.
إلا أنه أكد أن 95% من الدعم المقدم للنازحين جاء من أهالي عنبتا، سواء داخل فلسطين أو في الخارج، بينما لم تتلق اللجنة سوى كمية محدودة من المساعدات من وزارة الشؤون الاجتماعية.
وأضاف: "لم نحصل على أي دعم حقيقي من المؤسسات الرسمية، ولم نتلقَ أي مساعدات مباشرة من وكالة الغوث، رغم أنها الجهة المفترض أن تتحمل مسؤولية اللاجئين الفلسطينيين"، داعيًا الجهات الرسمية والدولية إلى تحمل مسؤولياتها الإنسانية في ظل استمرار الأزمة.
قلق من استمرار النزوح لفترة طويلة
وأعرب عمر عن مخاوفه من أن تطول فترة النزوح لأشهر، وليس لأسابيع فقط، مشيرًا إلى أن الموارد المحلية محدودة، ولن تكون كافية لفترة طويلة.
وأضاف: "الكثير من النازحين يقيمون في شقق سكنية قدمها أهالي عنبتا مجانًا، لكن السؤال هو: هل سيستمر هذا الدعم إذا طالت الأزمة؟ نحن بحاجة إلى حلول مستدامة، مثل تمويل مساكن مؤقتة مدفوعة الأجر للنازحين".
التحديات النفسية والاجتماعية
وأكد أن الوضع النفسي والاجتماعي للنازحين أصبح معقدًا، حيث تعيش بعض العائلات في مراكز إيواء منفصلة، مما يؤدي إلى تفكك الأسر وتوترات نفسية، مشددًا على أهمية توفير مساكن مستقلة للعائلات لضمان الحد الأدنى من الحياة الكريمة.
وفيما يتعلق بتعليم الطلاب النازحين، أوضح عمر أن مديرية التربية والتعليم في طولكرم أصدرت تعليمات بقبول جميع الطلبة النازحين في المدارس القريبة، حيث تم استيعاب أعداد كبيرة منهم في مدارس عنبتا لضمان استمرارهم في التعليم رغم الظروف الصعبة.