خاص| مشاريع ثقافية في غزة والضفة لمواجهة محاولات طمس الهوية الفلسطينية
في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ومحاولات طمس الهوية الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس، أطلقت وزارة الثقافة الفلسطينية مجموعة من المشاريع الثقافية بهدف توثيق الجرائم الإسرائيلية ودعم التفريغ النفسي للفلسطينيين، خاصة الأطفال والنازحين.
وأفاد زياد أبو زياد، مدير العلاقات العامة والعلاقات الدولية في وزارة الثقافة، في حديث خاص لـ"رايـة"، بأن الاحتلال الإسرائيلي لا يقتصر على قتل الفلسطينيين جسديًا، بل يستهدف القضية الفلسطينية وهويتها الثقافية، مشيرًا إلى أن هذه المشاريع تأتي استجابة للاستراتيجية الثقافية الوطنية التي أقرتها الحكومة الفلسطينية.
وأوضح أن الوزارة أطلقت 22 مشروعًا ثقافيًا في غزة، مع التركيز على توثيق الجرائم الإسرائيلية، بما في ذلك القتل الجماعي، وتدمير البنية التحتية، والتحرش بالمعتقلات، إضافة إلى مشاريع للتفريغ النفسي عبر الفنون والكتابة والموسيقى. وتم تخصيص الدعم للأفراد بدلًا من المؤسسات، لضمان وصوله مباشرةً للناشطين على الأرض. كما تم تسهيل تحويل المنح المالية، لتُصرف على دفعتين أو ثلاث، لضمان بدء التنفيذ الفوري.
وأشار أبو زياد إلى أنه تم اختيار 20 مشروعًا من أصل 89 طلبًا، بعد تقييم شفاف من لجنة مختصة، وتضمنت المشاريع مبادرات مثل:
- توثيق وأرشفة القصص الإنسانية خلال العدوان على غزة
- إنتاج أفلام وثائقية عن المجازر الإسرائيلية
- مشاريع لدعم الصحة النفسية للأطفال في المخيمات والملاجئ
- مشروع "سينما الشارع" لنشر الثقافة وسط الأحياء المتضررة
وأضاف أن الوزارة تعمل على دعم مشاريع ثقافية مماثلة في الضفة الغربية والقدس، حيث تم تمويل 11 مشروعًا في القدس بقيمة 90 ألف دولار، لدعم المؤسسات التي ترفض التعامل مع الاحتلال. كما تم دعم مشاريع في الخليل، رام الله، نابلس، جنين، بيت لحم، طولكرم، وقلقيلية، لضمان وصول المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررًا.
وأكد أبو زياد أن الوزارة قررت دعم المؤسسات الثقافية الصغيرة والنسوية التي تعمل بجهود فردية، بدلًا من التركيز على المؤسسات الكبيرة التي تتلقى تمويلًا دوليًا، في محاولة لحماية الهوية الفلسطينية وتعزيز الصمود.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الجهود مستمرة رغم التحديات السياسية والمالية، وأن الهدف الأساسي هو إيصال رسالة واضحة للعالم بأن الاحتلال يرتكب إبادة جماعية في غزة، ويواصل محاولاته لطمس الهوية الفلسطينية في القدس والضفة.