خاص| آخر التطورات الميدانية في الضفة: تصعيد واعتقالات ونزوح قسري
تشهد الضفة الغربية تصعيدًا مستمرًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تتواصل حملات الاعتقال والمداهمات في مختلف المحافظات، وخاصة في الخليل وجنين وطولكرم. تزامن هذا التصعيد مع اعتداءات متزايدة من قبل المستوطنين على التجمعات الفلسطينية، ما أدى إلى نزوح مئات العائلات في ظروف إنسانية صعبة.
وأفاد الصحفي حافظ أبو صبرة، في حديث خاص لـ"رايـة"، أن مدينة الخليل تشهد لليوم الرابع على التوالي حملة اعتقالات واسعة تستهدف الأسرى المحررين، حيث تم اعتقال أكثر من 25 فلسطينيًا، بينهم من أُعيد اعتقاله بعد السابع من أكتوبر.
وأوضح أن هذه الحملة تأتي فيما يسمى بـ"حملة رمضان"، التي اعتاد الاحتلال تنفيذها سنويًا، وتشمل عمليات مداهمة للمنازل وتخريبها وتهديد سكانها.
وأضاف أبو صبرة أن الاعتداءات في الخليل لا تقتصر على الاعتقالات، بل تمتد إلى التجمعات البدوية والرعوية في منطقة المسافر، حيث يتعرض الفلسطينيون هناك لهجمات متصاعدة من المستوطنين، تشمل سرقة ممتلكاتهم، بما في ذلك المواشي وخزانات المياه.
وفي رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة مخيم قدورة ومحيط مستشفى مجمع فلسطين الطبي، في إطار عمليات التصعيد المستمرة، بينما شهدت نابلس اقتحامات في مناطق عدة، من بينها مخيمي عسكر القديم والجديد، والمساكن الشعبية، إضافة إلى اعتقال طالبة فلسطينية من جامعة النجاح في منطقة رفيديا.
أما جنين، فالوضع فيها يزداد سوءًا بعد أكثر من 55 يومًا من إعادة احتلال مخيمها، حيث لا يزال عدد قليل من السكان صامدين في منازلهم وسط دمار واسع، بينما نزح أكثر من 20 ألف فلسطيني إلى المدن والقرى المحيطة.
وأشار أبو صبرة إلى أن النازحين في جنين وطولكرم يتم استقبالهم في مراكز إيواء داخل المدن والقرى القريبة، لكن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة تزيد من معاناتهم، خاصة أولئك الذين لجأوا إلى منازل أقاربهم.
وفي طولكرم، تستمر عمليات الاقتحام والتدمير تحت ما يسمى بـ"عملية الأسوار الحديدية"، حيث أجبر الاحتلال سكان حي المربعة على النزوح القسري خلال ساعات الصباح الباكر، مستغلًا أوقات السحور والإفطار لإجبار الفلسطينيين على مغادرة منازلهم، كما حدث في جنين، حيث خرج السكان وهم يحملون قدور الطعام بعد أن أجبروا على ترك منازلهم.
واختتم أبو صبرة حديثه بالتأكيد على أن مسلسل التهجير القسري في الضفة الغربية لم يتوقف، بل يتصاعد مع استمرار العدوان الإسرائيلي، وسط صمت دولي وتدهور في الأوضاع الإنسانية.