محلل سياسي لراية: حرب غزة لن تعود كما كانت والموقف الأمريكي يحسم المسار
تشهد الساحة الفلسطينية تطورات متسارعة في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار في غزة، وسط تعثر في المفاوضات وصفيح ساخن في الضفة الغربية. المشهد يزداد تعقيدًا مع تضارب المصالح الإقليمية والدولية، ما يثير تساؤلات حول مستقبل القضية الفلسطينية ومسار التفاوض.
وأفاد المحلل السياسي أشرف العكة، في حديث خاص لـ"رايـة"، بأن الطرف الأمريكي هو الذي يدير دفة المفاوضات، نظرًا لاستعجاله في الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب في قطاع غزة ويضع تصورًا للمستقبل، ليس فقط لغزة، بل أيضًا للقضية الفلسطينية ككل، بما يشمل الضفة الغربية.
وأضاف أن الرؤية الأمريكية لا تزال غير واضحة، حيث لم تحدد الإدارة الأمريكية حتى الآن شكل الحل النهائي، رغم الارتكاز على المبادرة العربية للسلام والاتفاقيات الدولية، مع الأخذ بعين الاعتبار الثوابت الوطنية الفلسطينية.
وأشار العكة إلى أن إنهاء الحرب في غزة يشكل المدخل الأساسي لرسم ملامح المرحلة المقبلة، إذ لم يعد النزاع مقتصرًا على المعركة بين إسرائيل وحماس، بل بات مرتبطًا برؤية الإدارة الأمريكية والمصالح الإقليمية.
وأوضح أن الخطة المصرية، المدعومة من بعض القوى الإقليمية، تسعى إلى إعادة إعمار غزة ضمن حل شامل للقضية الفلسطينية.
كما لفت إلى أن تسارع الأحداث الإقليمية، مثل هشاشة اتفاق 1701 في لبنان، والتطورات في سوريا والعراق، والعدوان على اليمن، ألقى بظلاله على المشهد الفلسطيني، مما جعل القضية الفلسطينية محركًا رئيسيًا لكافة الملفات الإقليمية.
وأكد أن هناك توجهًا نحو تسويات شاملة، وأنه لا يمكن الحديث عن ملف الأسرى أو اتفاق جزئي دون التطرق إلى اليوم التالي في غزة، ومستقبل القضية الفلسطينية، والترتيبات الإقليمية المرتبطة بها.
وحول مفاوضات الصفقة في غزة، أشار العكة إلى أن الاتفاقات مرتبطة بحسابات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأزماته الداخلية، إلى جانب مواقف حماس المتعلقة بوجودها ومستقبلها في اليوم التالي للحرب.
ورأى أن الحديث عن استمرار الحرب في غزة بنفس الشكل السابق غير واقعي، حيث سيلجأ الاحتلال إلى هجمات جوية وقصف مدفعي وتوغلات محدودة بهدف الإبقاء على صورة الحرب، دون الدخول في عملية عسكرية واسعة النطاق.
أما عن الضفة الغربية، فقد أكد العكة أنها تعيش حالة من الغليان المستمر، مع تصاعد الاعتقالات اليومية وهدم البنية التحتية ومحاولات التقسيم. وأوضح أن إسرائيل تحاول فرض واقع استيطاني وتهويدي جديد، مستغلّة حالة الجمود السياسي.
وأضاف أن الاحتلال يسعى إلى تقويض البنية المؤسساتية والسلطة الفلسطينية، ضمن خطط تهدف إلى فرض وقائع جديدة على الأرض، مثل "خطة سموتريتش للحسم".
وفي ختام حديثه، شدد العكة على أن المرحلة الحالية تتطلب وضوحًا في الموقف الوطني الفلسطيني، وانتظار المواقف الأمريكية والعربية لمعرفة ما إذا كان هناك مسار سياسي شامل في الأفق، وما الشكل الذي قد يتخذه هذا المسار، في ظل التعقيدات القائمة.