ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 200% على منتجات فرنسية

هدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية بنسبة 200% على المشروبات الروحية القادمة من فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى.
ويأتي القرار المحتمل كرد فعل على سياسات الاتحاد الأوروبي التجارية والتوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا.
توترات تجارية
اتهمت الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي بفرض قيود غير عادلة على المنتجات الأميركية مثل السيارات والسلع الزراعية.
وفي المقابل، اشتكى الاتحاد الأوروبي من السياسات الأميركية التي تعيق دخول المنتجات إلى السوق الأميركية.
اعتمد ترامب خلال فترة رئاسته الأولى بين عامي 2016 و 2020 سياسة تجارية عدوانية تهدف إلى تقليل العجز التجاري الأميركي مع شركائه التجاريين الرئيسيين.
وفرض ترامب رسوم جمركية بنسبة 25% على منتجات الصلب و 10% على صادرات الألمنيوم الأوروبية. كما هدد بفرض رسوم جمركية إضافية على المشروبات الروحية الفرنسية بسبب ما وصفه "السياسات الضريبية غير العادلة" التي تستهدف شركات التكنولوجيا الأميركية مثل غوغل وفيسبوك وأمازون.
وانتقد ترامب مرارًا وتكرارًا السياسات الفرنسية التي تجعل من الصعب بيع المشروبات الروحية الأميركية في السوق الفرنسية وكان دائماً موضوعًا حساسًا في النزاعات التجارية بين البلدين، في حين، تتميز المشروبات الروحية الفرنسية بحرية نسبية في السوق الأميركية.
تصاعد التوتر بشكل كبير عندما بدأت فرنسا بفرض ضرائب على شركات التكنولوجيا الأميركية، مما دفع ترامب إلى التهديد بفرض رسوم جمركية على المشروبات الروحية الفرنسية كإجراء انتقامي.
الأسباب والدوافع
تعتبر أحد الأسباب الرئيسية وراء تهديد ترامب الأخير هي الرسوم الجمركية التي فرضها الاتحاد الأوروبي مؤخراً بنسبة 50% على المشروبات الروحية الأميركية.
وأثارت هذه الخطوة غضب إدارة ترامب التي اعتبرتها إجراء عدائي يستهدف المنتجات الأميركية بشكل غير عادل.
ركز ترامب على تعزيز الصناعات المحلية وتقليل العجز التجاري مع الدول الأخرى، وفرض رسوم جمركية عالية على المنتجات الأوروبية ليحفز الإنتاج المحلي للمشروبات الروحية في الولايات المتحدة ويقلل من الاعتماد على الواردات الأجنبية.
تأتي تهديدات ترامب أيضاً في سياق محاولاته لكسب دعم القاعدة الشعبية التي تؤيد سياساته الاقتصادية الوطنية المتركزة في فرض رسوم جمركية عالية لحماية العمالة المحلية والصناعات الأميركية من المنافسة الأجنبية.
التداعيات الاقتصادية المحتملة
سيواجه الاقتصاد الأوروبي تحديات كبيرة إذا تم تنفيذ تهديد ترامب تجاه المشروبات الروحية الأوروبية، إذ تشكل صادرات المشروبات الروحية جزءًا مهمًا من صادرات الدول الأوروبية إلى الولايات المتحدة، وخاصة فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
سيؤدي فرض رسوم بنسبة 200% إلى ارتفاع أسعار هذه المنتجات بشكل كبير في السوق الأميركية، مما يقلل من قدرتها التنافسية ويؤثر سلبًا على المزارعين وصناعة المشروبات الروحية في أوروبا.
أما بالنسبة للمستهلك الأميركي، فقد يدفعه ارتفاع الأسعار إلى البحث عن بدائل محلية أو التخلي عن شراء هذه المنتجات تمامًا.
ويمكن أن يكون لارتفاع الأسعار تأثير إيجابي محدود على صناعة المشروبات الروحية ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى انخفاض الطلب العام.
حرب تجارية جديدة
تشمل ردود الفعل الأوروبية المتوقعة فرض رسوم مماثلة على المنتجات الأميركية مثل السيارات والحاصلات الزراعية، مما يزيد من احتمالات اندلاع حرب تجارية شاملة بين الطرفين.
يمكن أن يؤدي هذا النوع من النزاعات إلى اضطرابات اقتصادية عالمية ويؤثر سلباً على النمو الاقتصادي في كلا الجانبين.
ومن جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه لتهديدات ترامب وأكد أنه سيرد بحزم إذا تم تنفيذ هذه الرسوم الجمركية.
أشار الاتحاد الأوروبي إلى تفضيل الحوار والتفاوض لتجنب تصعيد النزاع التجاري ولكنه مستعد لاتخاذ إجراءات انتقامية إذا لزم الأمر.
كانت فرنسا دائماً في مقدمة المواجهة مع سياسات ترامب التجارية، حيث أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان بارو، أن فرنسا ستدعو الاتحاد الأوروبي للرد بقوة على تهديدات ترامب الأخيرة.
من المتوقع أن يناقش قادة الاتحاد الأوروبي هذا التهديد في اجتماعاتهم المقبلة لبحث الخيارات المتاحة للرد، وتشمل السيناريوهات فرض رسوم مماثلة أو اللجوء إلى منظمة التجارة العالمية لحل النزاع.