وكالة بيت مال القدس: ربع قرن من الدعم المتواصل للمقدسيين رغم التحديات

أكد إسماعيل الرملي، منسق برامج ومشاريع وكالة بيت مال القدس الشريف، أن الوكالة، باعتبارها الذراع المالية والميدانية للجنة القدس التي يرأسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تعمل تحت إشرافه الشخصي، حيث يتابع أعمالها ويوجه تنفيذ مشاريعها برعايته السامية.

وأضاف أن الوكالة، التي تجاوزت ربع قرن من العمل، تواصل وجودها في مدينة القدس في إطار المهام المنوطة بها. ومن خلال اختصاصاتها، تعمل وكالة بيت مال القدس على دعم المشاريع الحيوية في المدينة عبر برامج ومبادرات مستمرة منذ 25 عامًا، مما جعلها نموذجًا يُحتذى به في دعم المقدسيين.

وأكد الرملي أن الوكالة تعمل بإمكانات محدودة، لكنها مستمرة في أداء دورها منذ أكثر من ربع قرن في مختلف المجالات. ومن بين البرامج التي تجاوز عمرها 15 عامًا، المخيم الصيفي السنوي لاطفال القدس في المغرب.

وقال ويتجلى الحضور الميداني للوكالة عبر فرقها المتواجدة في القدس، والتي تعيش ظروف المدينة وسكانها، ما يعزز الوجود المغربي فيها. فالمغرب تربطه بالقدس علاقة تاريخية عريقة، وتحت إشراف صاحب الجلالة، يشكل هذا التواجد دعمًا معنويًا مهمًا للمقدسيين، إلى جانب الدعم المالي الموجه للقطاعات الحيوية، مثل التعليم والصحة.

وأشار إلى أن الوكالة تُولي اهتمامًا خاصًا للحفاظ على الهوية الحضرية للقدس، كما تعنى بالمجال الاجتماعي، عبر تقديم المساعدات العينية للأسر المحتاجة، خاصة خلال المواسم، مثل توزيع قفة رمضان، الحصص الغذائية، كسوة وكفالة الأيتام، وغيرها من البرامج. ويحظى الدعم الاجتماعي بالأولوية القصوى في الوكالة نظرًا للأوضاع الاقتصادية الهشة، وارتفاع نسب البطالة، وغلاء المعيشة.

وشدد على أن تحديد الأولويات في الوكالة ينطلق من مبدأ "القليل الدائم خير من الكثير المنقطع"، حيث تعمل على تقديم الدعم باستمرارية، مع التركيز على وصول المساعدات إلى مستحقيها. وتعتمد في ذلك على مؤسسة "مرصد الرباط للملاحظة والتتبع والتقويم"، التي تُعنى برصد المؤشرات الاجتماعية وإعداد التقارير والدراسات المتعلقة بمدينة القدس، مما يساعد على توجيه المساعدات بشكل أكثر فاعلية.

أما فيما يخص التحديات، فأكد الرملي أن احتياجات القدس كبيرة في جميع المجالات، إلا أن الوكالة، رغم محدودية التمويل، تواصل عملها بإيمان راسخ برسالتها في خدمة المقدسيين. 

وأضاف أن العقبة الأساسية تكمن في محدودية الموارد المالية مقارنة بحجم الطلبات، إلا أن استمرارية الوكالة طوال هذه السنوات، رغم التحديات، تؤكد مدى التزامها وعزمها على مواصلة دعم القدس وأهلها.

وفيما يتعلق بقطاع العقارات، أوضح الرملي أن الوكالة تمتلك خبرة كبيرة في شراء العقارات وتحويلها إلى مؤسسات عامة، مثل المدارس. ومن الأمثلة على ذلك مدارس الحسن الثاني، المسيرة، وصلاح الدين، التي اشترت الوكالة عقاراتها وحولتها لدعم قطاع التعليم في القدس. كما أن "بيت المغرب"، المركز الثقافي المغربي، يُعد من أبرز إنجازات الوكالة، حيث يتجاوز مساحته 3000 متر مربع، ويقع بجوار المسجد الأقصى.

واكد الرملي في ختام تصريحه على أن الوكالة، كلما توفر لها التمويل الكافي، توجهه مباشرة نحو المشاريع التي تحقق أهدافها في خدمة القدس وأهلها، رغم التحديات المالية والاحتياجات المتزايدة. ومع ذلك، أثبتت التجربة أن الوكالة قادرة، بفضل إدارتها الحكيمة، على تحقيق إنجازات ملموسة إذا توفرت لها الإمكانات اللازمة.