خاص| سلفيت تحت الحصار الاستيطاني.. مخططات الاحتلال تهدد آلاف الدونمات وتفصل الضفة

في ظل الهجمة الاستيطانية المتصاعدة في الضفة الغربية، تتعرض محافظة سلفيت لاستهداف غير مسبوق من قبل الاحتلال الإسرائيلي، حيث تسعى سلطات الاحتلال إلى تنفيذ مخططات توسعية تهدد آلاف الدونمات من أراضي المحافظة، خاصة تلك المحيطة بمستوطنة "أريئيل"، ثاني أكبر المستوطنات في الضفة الغربية.

وقال عبد الكريم الزبيدي، رئيس بلدية سلفيت، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن المدينة ومحافظتها تعيش تحت وطأة استيطان ممنهج، إذ تختنق بـ 24 مستوطنة وأكثر من 10 بؤرة استيطانية جديدة، ما يجعل عدد المستوطنين في المحافظة يقارب عدد السكان الفلسطينيين.

وأضاف أن الاحتلال يسعى إلى إنشاء شريط استيطاني يربط مستوطنة "أريئيل" بالمستوطنات المجاورة، بهدف فرض تواصل جغرافي استيطاني يفصل شمال الضفة عن وسطها وجنوبها، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا لأي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيًا.

وأكد الزبيدي أن الاحتلال يعمل على تسهيل هجرة الشباب الفلسطيني من المحافظة عبر حملات دعائية ممنهجة، إضافة إلى محاولاته المستمرة لمصادرة الأراضي وهدم المنازل، حيث تم تسجيل مئات الإخطارات بالهدم، خاصة في بلدات كفر الديك، بروقين، وحارس، بهدف تفريغ المنطقة من سكانها.

وأضاف أن الاحتلال لا يكتفي بالمصادرة والهدم، بل يسعى إلى شق طرق استيطانية جديدة، وتوسيع مستوطنة "أريئيل" عبر بناء 11,000 وحدة استيطانية جديدة على مساحة تزيد عن 8,000 دونم، وهو ما يعزز من مخطط فصل الضفة الغربية إلى كانتونات معزولة، ويهدد الحلم الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة على حدود عام 1967.

ورغم المحاولات القانونية لوقف هذا التوسع، أكد الزبيدي أن حكومة الاحتلال الحالية لا تلتزم بالقوانين الدولية ولا المحلية، بل تستخدم ذرائع أمنية وعسكرية لمصادرة الأراضي وتهويدها، مشددًا على ضرورة تعزيز صمود المزارعين وتوفير الدعم لهم لمواجهة هذه المخططات التهويدية.