خريشة لراية: الاحتلال يسعى لإنهاء المخيمات في شمال الضفة وإعادة احتلالها بالكامل
يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المستمر على مدن ومخيمات شمال الضفة الغربية، وخصوصًا في جنين وطولكرم، في محاولة لتوسيع سيطرته وإعادة احتلال هذه المناطق بشكل كامل. ورغم استمرار عمليات التوغل والقصف، إلا أن الاحتلال لم يعد يملك أهدافًا استراتيجية جديدة، بل يسعى إلى فرض واقع جديد على الأرض، يهدف إلى تفريغ المخيمات الفلسطينية وإنهاء وجودها، سواء من حيث البنية التحتية أو التركيبة السكانية.
وقال حسن خريشة، نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني سابقًا، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن الاحتلال الإسرائيلي يعمل منذ مدة طويلة على تنفيذ خطة تهدف إلى محو المخيمات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، وعلى رأسها مخيم جنين ومخيمات طولكرم (نور شمس وطولكرم)، وإعادة احتلالها.
وأوضح خريشة أن الاحتلال لا يكتفي بالتوغل العسكري، بل ينفذ عمليات هدم ممنهجة للبنية التحتية، وتوسيع الطرق داخل المخيمات بشكل غير مسبوق، حيث يتم تحويل الأزقة الضيقة إلى شوارع واسعة بعرض 20 مترًا، لفرض سيطرة كاملة على هذه المناطق، وإلحاقها إداريًا وجغرافيًا بالمدن الفلسطينية المجاورة، بحيث تتحول إلى مجرد أحياء سكنية غير مرتبطة بالقضية الفلسطينية أو بحقوق اللاجئين.
وأشار إلى أن هذه الخطوات تأتي في إطار خطة إسرائيلية أوسع، تهدف إلى إنهاء عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الضفة الغربية، والاستيلاء على مقراتها في القدس، وذلك ضمن مخطط يهدف إلى شطب قضية اللاجئين من الذاكرة الفلسطينية والدولية، في سياق سعي الاحتلال إلى تصفية القضية الفلسطينية بالكامل.
بقاء الاحتلال في جنين لعام كامل.. هل هو انسحاب أم إعادة انتشار؟
رغم تزايد الحديث عن انسحاب محتمل لقوات الاحتلال من مدينة جنين ومخيمها، أكد خريشة أن ما يجري هو مجرد إعادة انتشار، وليس انسحابًا حقيقيًا، مشيرا إلى تصريحات وزير حرب الاحتلال، يوآف غالانت، التي أكد فيها أن جيش الاحتلال لن يسمح بعودة اللاجئين إلى مخيم جنين، وأن قواته ستبقى هناك لمدة عام على الأقل.
وأوضح خريشة أن الاحتلال يهدف إلى فرض واقع أمني جديد، يتضمن استمرار الدوريات العسكرية داخل المدن والضواحي، بحيث يصبح وجود الجيش الإسرائيلي أمرًا طبيعيًا، وكأن المخيمات قد تم محوها نهائيًا.
وأضاف أن الاحتلال ينفذ عمليات عسكرية مكثفة في محيط المخيمات، حيث تقوم قواته بطرد السكان من منازلهم في الأحياء القريبة، والاستيلاء على هذه البيوت، وتحويلها إلى نقاط عسكرية دائمة. وأكد أن هذه العمليات تهدف إلى تقليص حدود المخيمات تدريجيًا، وصولًا إلى إنهاء وجودها تمامًا، وهو جزء من سياسة الاحتلال في تصفية قضية اللاجئين.
وانتقد خريشة ما وصفه بالتغييب الإعلامي المتعمد لما يجري في مخيمات شمال الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن العالم بدأ يتعامل مع النزوح القسري في الضفة كما تعامل مع التهجير في غزة، وكأن الأمر أصبح واقعًا طبيعيًا.
وأوضح أن الاحتلال يمنع اللاجئين من العودة إلى مخيماتهم بالقوة، حيث يتم إطلاق النار عليهم فور محاولتهم العودة، مما يفاقم معاناتهم ويجبرهم على البقاء في مراكز إيواء مؤقتة، وهو مشهد يعيد إلى الأذهان عمليات التهجير القسري التي تعرض لها الفلسطينيون عام 1948.