خاص| ماذا تعرف عن المجلس الأعلى للإبداع والتميز الفلسطيني ويوم الإبداع الجامعي المرتقب؟
خاص - راية
تحدثت م.رزان نصر مدير دائرة الاستكشاف في المجلس الأعلى للإبداع والتميز، عن نشأة المجلس وتركيبته وأهدافه ونجاحاته ومشاريعه السابقة والراهنة واللاحقة.
وذكرت م. نصر لـ"رايــة" إن المجلس الأعلى للابداع والتميز تأسس عام 2012 بمرسوم رئاسي وهو تابع لمكتب الرئيس محمود عباس.
وقالت إن الهدف الأساسي منه، نشر ثقافة الإبداع والتميز بين أوساط الشعب الفلسطيني، وتنمية ثقافة الإبداع بين المبدعين الشباب والرياديين والمؤسسات.
ويعمل المجلس برؤية واضحة أنه "مجتمع فلسطيني متميز الأداء في مناحي الحياة كافة".
وأضافت: حينما تأسس المجلس، كان لدينا شعار يتيح لمجلس الإدارة اتخاذ قرارات خلال اجتماعاته، حيث يتشكل من 48 عضوا يمثلون معظم القطاعات الاستراتيجية التي تلعب دورا في منظومة الإبداع والريادة الفلسطينية.
ويتضمن المجلس، عضوا عن مكتب الرئيس، وآخر من مكتب رئيس الوزراء، وأعضاء من كل الوزارات ذات العلاقة مثل وزارة التربية والتعليم العالي، والزراعة، والاتصالات، والاقتصاد الوطني، والمالية، بالإضافة إلى كل الجامعات بالضفة وغزة، ومعظم النقابات والاتحادات، وجزء من القطاع الخاص مثل اتحاد البنوك واتحاد رجال الأعمال واتحاد الغرف التجارية والصناعية وبعض المؤسسات.
هؤلاء الأعضاء موزعين على ست لجان رئيسية، معكوسة بإدارات تنفيذية في المجلس الأعلى للإبداع والتميز، تعمل بتناغم مع اللجان.
وبحسبها، لدى المجلس لجنة التخطيط والسياسات التي تعمل أكثر على القطاع الاستراتيجي للريادة والإبداع، حيث أنجزت الخطة الاستراتيجية للريادة والإبداع في فلسطين بالشراكة مع الوزارات ذات العلاقة والخبراء المحليين والدوليين.
وهناك لجنة ثانية، تسمى لجنة التحفيز والاستكشاف، وتعمل مع المبدعين والرياديين، وتحاول تذليل الصعاب والمعيقات التي يواجهونها.
ويوجد لجنة ثالثة تسمى لجنة التقييم المركزي وفيها يتم العمل الفني في المجلس حيث تدرس المشاريع الواردة سواء عن طريق الأنشطة والفعاليات الناجمة عن التحفيز والاستكشاف أو عبر الأفراد والمؤسسات، فيتم دراستها وبناء على ذلك يجري اتخاذ قرار تمويلها.
ويحتوي المجلس على لجنة الاحتضان والتطوير التجريبي التي تتابع عملية التمويل والاحتضان، وأيضا هناك لجنة التمويل والاستثمار، التي تدرس آلية الاستثمار في الشركات الناشئة والمشاريع وتحولها إلى شركات مسجلة في وزارة الاقتصاد الوطني، وتمويل الأنشطة والفعاليات التي ينظمها المجلس.
أما اللجنة السادسة، فهي لجنة العلاقات العربية والدولية، حيث يعمل المجلس كثيرا على اسم فلسطين في الخارج وهو عضو في 28 مؤسسة دولية كبرى تعمل في قطاع الريادة والإبداع في العالم.
وبهذا الصدد، قالت: "نرشح مبدعين فلسطينيين للمشاركة في مسابقات على مستوى العالم، حيث حصل نحو 22 مبدعا ورياديا فلسطينيين على جوائز المركزين الأول والثاني، وأكثر من 500 مبدع وريادي فلسطيني شاركوا في فرص دولية".
وتطرقت إلى شراكة المجلس مع المؤسسات الدولية، حيث تفتح المجال للمبدعين لتوسيع أفكارهم. كما تحدثت عن الخدمات التي يقدمها المجلس للمبدعين في فلسطين، إذ أنه لديهم قاعدة بيانات وطنية تضم المبدعين والرياديين ويتم التشبيك مع بعضهم البعض لتطوير أفكارهم المتشابهة، وكذلك تشبيكهم مع القطاع الخاص لاحتضانهم حال الحاجة لهم.
ولدى المجلس موازنة شهرية مقدمة لتمويل المشاريع في مراحلها الأولى كمنحة غير مستردة بهدف تطوير فكرتهم والخروج بنموذج أولي يمكنهم من عرضه على المستثمرين. وفق م. نصر.
وأيضا لدى المجلس صندوق للاستثمار في الشركات الناشئة بالشراكة مع القطاع الخاص، وحاليا يعمل على الاستثمار في 13 شركة ناشئة لتطويرها، كي تحدث اختراقا عالميا قريبا. بحسب م. نصر.
وأشارت إلى عملهم مع البلديات لمساعدتها على التحول من التقليدية إلى الرقمية والتكنولوجيا الحديثة، في التعامل مع المشاكل التي تواجهها
ويرى المجلس أنه لا بد من رعاية الإبداع والريادة منذ الصغر، إذ تطرقت نصر إلى إبداع طلبة الجامعات الذي وصفته بأنه رائع جدا خصوصا خلال فترة الدراسة.
وأفادت بأن المجلس يعمل كثيرا من أجل طلبة الجامعات، حيث ينظم حاليا يوم الإبداع الجامعي الذي سيتم بعد منتصف شهر أبريل المقبل.
وأوضحت أنه هذا الحدث سيتم في ثماني جامعات فلسطينية بالضفة لمدة يوم واحد، وهو عبارة عن جلسات حوارية، وسيجري على هامشه عرض مشاريع إبداعية وريادية من مشاريع التخرج أو للطلبة، ولاحقا سيتم احتضان جزء من هذه المشاريع ليتم تطويرها وضمان استمرارها.
"يوم الإبداع الجامعي" في الجامعات الفلسطينية
ويوم الإثنين 17 فبراير 2025، عقد المجلس الأعلى للإبداع والتميز، مؤتمرًا صحفيًا في مقره بمدينة رام الله للإعلان عن انطلاق فعاليات "يوم الإبداع الجامعي"، بحضور رؤساء وممثلين عن الجامعات الفلسطينية، إلى جانب رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز، المهندس عدنان سمارة.
ويهدف الحدث إلى تعزيز بيئة الابتكار داخل الجامعات الفلسطينية، وتحفيز الطلبة والباحثين على تقديم أفكار ومشاريع ريادية تسهم في التنمية المستدامة، تحت إشراف مباشر من المجلس.
وشهد المؤتمر توقيع مذكرات تفاهم رسمية بين المجلس والجامعات الفلسطينية المشاركة، والتي تلتزم بموجبها كل جامعة بتنظيم فعاليات "يوم الإبداع الجامعي" داخل حرمها الأكاديمي، وفق رؤية تهدف إلى تطوير بيئة محفزة للإبداع وتمكين الطاقات الشابة من تحويل أفكارهم إلى مشاريع قابلة للتنفيذ والتطبيق.
في كلمته خلال المؤتمر، أكد المهندس عدنان سمارة أن هذه الفعالية تمثل خطوة محورية في دعم الإبداع الجامعي، وتعزيز الترابط بين التعليم العالي والبحث العلمي وريادة الأعمال. كما أشار إلى أن المجلس سيوفر الدعم الفني والاستشاري والتمويلي للمشاريع الريادية الواعدة، بهدف تحويلها إلى حلول عملية قابلة للتنفيذ، تسهم في تنمية الاقتصاد المعرفي وتعزيز دور الشباب في تطوير المجتمع الفلسطيني.
الجامعات المشاركة في الحدث
شهد المؤتمر حضور رؤساء الجامعات الفلسطينية، حيث شارك أ.د. حسين الشنك رئيس جامعة فلسطين التقنية – خضوري، وأ.د. ضرار عليان رئيس جامعة نابلس للتعليم المهني والتقني، ود. إبراهيم الشاعر رئيس جامعة القدس المفتوحة، ود. رغد دويك رئيسة جامعة الخليل، ود. نور أبو الرب رئيس جامعة الاستقلال.
كما حضر ممثلون عن الجامعات، حيث شارك د. إياد طومار نائب الرئيس للشؤون الإدارية والمالية ممثلًا عن جامعة بيرزيت، و د. حسام رجوب ممثلًا عن جامعة بوليتكنك فلسطين، ود. أحمد عبدو مساعد رئيس الجامعة لشؤون التخطيط والتطوير ممثلًا عن جامعة فلسطين الأهلية.
وأعرب ممثلو هذه الجامعات عن دعمهم الكامل لهذه المبادرة، مؤكدين أنها توفر منصة مثالية لاستكشاف المواهب الشابة، وتعزز ثقافة الابتكار في مختلف المجالات الأكاديمية والتكنولوجية والاقتصادية.
التحضيرات لبدء الفعاليات
مع ختام المؤتمر، أعلن المجلس عن بدء التحضيرات الفعلية لتنظيم فعاليات "يوم الإبداع الجامعي".
كما دعا المجلس الطلبة والهيئات الأكاديمية إلى التفاعل مع الحدث، والانخراط في بيئة تدعم التفكير الإبداعي والتطوير المستدام.
رؤية نحو اقتصاد معرفي قائم على الابتكار
يأتي هذا الحدث في إطار جهود المجلس الأعلى للإبداع والتميز لتعزيز ثقافة الإبداع لدى الطلبة الفلسطينيين، ودعم بيئة أكاديمية محفزة للبحث والتطوير. كما يسعى إلى فتح آفاق جديدة أمام الشباب الفلسطيني، وتمكينهم من تحويل أفكارهم إلى مشاريع ريادية ذات أثر ملموس على المجتمع والاقتصاد الوطني.