خاص | نزوح واسع في طولكرم.. كيف واجهت كفر اللبد الأزمة؟
تواجه محافظة طولكرم أزمة نزوح غير مسبوقة، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على مخيم نور شمس، مما أدى إلى فرار مئات العائلات بحثًا عن الأمان. هذه الظاهرة، التي لم تشهدها فلسطين منذ سنوات طويلة، وضعت أهالي القرى المجاورة أمام تحدٍّ كبير لاستيعاب الأعداد المتزايدة من النازحين.
وقال أمين برهوش، عضو المجلس البلدي في كفر اللبد، في حديث خاص لـ"رايــة": "ما حدث في طولكرم ظرف طارئ، وهو جديد بالنسبة لنا، لكن بفضل الله استطعنا استيعاب الأزمة وتقديم الواجب لأبناء شعبنا".
وأضاف: "عندما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم نور شمس في الصباح الباكر، بدأت موجات النزوح إلى قريتنا. تواصل شباب البلدة مع العائلات هناك، وبدأوا بإحضارهم على دفعات. بشكل عام، استقبلت كفر اللبد حوالي 1100 نازح، من بينهم العديد من النساء والأطفال".
استجابة أهلية ومؤسساتية.. ولكن الدعم غير كافٍ
وعن كيفية تعامل المؤسسات المحلية مع هذا العدد الكبير من النازحين، أوضح برهوش أن الدور الأكبر كان للأهالي والشباب، حيث تم استقبال النازحين في صالة الضيافة التي تم تجهيزها كمركز إيواء رئيسي، بالإضافة إلى مركز آخر تم افتتاحه لاحقًا.
وقال: "قمنا بواجبنا قدر المستطاع، حيث تم توفير الفرشات والبطانيات، وتم تنظيم عمليات توزيع الطعام والاحتياجات الأساسية. لاحقًا، بدأت بعض المؤسسات بالتواصل معنا وتقديم المساعدات، لكن الوضع لا يزال صعبًا".
وعند سؤاله عن الدعم المقدم من خارج كفر اللبد، أشار برهوش إلى أن بعض المؤسسات واللجان المحلية قدمت المساعدات الأساسية، مثل الفرشات والبطانيات، لضمان وجود أماكن مبيت للنازحين، كما تم توفير الطعام والاحتياجات الضرورية من خلال لجان الطوارئ في المحافظة، بالتعاون مع لجنة طوارئ مخيم نور شمس.
هل المساعدات كافية؟
رغم الجهود المبذولة، أكد برهوش أن الدعم الحالي لا يغطي الاحتياجات الحقيقية للنازحين، قائلًا: "بالتأكيد، المساعدات غير كافية. النازحون خرجوا من بيوتهم في الصباح الباكر، في أجواء باردة، دون أن يحملوا أي شيء معهم. وفرنا لهم المبيت والطعام، ولكن هناك احتياجات أخرى لم يتم تلبيتها بالشكل المطلوب، مثل: احتياجات الأطفال، التعليم، الخدمات الصحية، احتياجات النساء".
وأضاف: "الوضع يتطلب جهودًا أكبر وتعاونًا أكثر من المؤسسات المعنية، حيث أننا ركزنا على الأساسيات، لكن النازحين يحتاجون إلى دعم مستدام، وليس فقط مساعدات مؤقتة".
استهداف المخيمات الفلسطينية.. هل الأزمة ستطول؟
تطرّق برهوش إلى أن مخيمات اللاجئين كانت دائمًا هدفًا إسرائيليًا، حيث تسعى قوات الاحتلال إلى تغيير معالمها، من خلال تدمير البنية التحتية والمنازل، وتهجير سكانها.
وقال: "ما يجري في طولكرم اليوم ليس مجرد عدوان عسكري، بل هو استهداف ممنهج لقضية اللاجئين الفلسطينيين، التي تُعتبر عنصرًا أساسيًا في القضية الفلسطينية. هذا ما يجعلنا نتوقع أن الأزمة قد تطول، وأن أعداد النازحين قد تزداد في أي لحظة".
وأكد أن التعامل مع هذه الأزمة يتجاوز قدرة البلديات والمجالس المحلية، قائلًا: "ما نقوم به واجب وطني، لكن الحل يحتاج إلى تحرك على مستوى أوسع، لأن الموضوع ليس فقط إغاثة نازحين، بل هو قضية سياسية ووطنية بامتياز".