قوة دولية في غزة
خاص| رؤية مصرية لمستقبل غزة.. حل سياسي أم إعادة تشكيل للقطاع؟
كشفت وكالة "رويترز" عن خطة أعدتها مصر بشأن مستقبل قطاع غزة، والتي من المتوقع تقديمها خلال القمة الطارئة لجامعة الدول العربية. وتتضمن هذه الرؤية تشكيل قوة استقرار دولية لحفظ الأمن في القطاع. وتثير هذه الخطة تساؤلات حول مدى توافقها مع الطروحات الأمريكية، خاصة مع الحديث عن تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وقال أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية، في حديث خاص لـ"رايــة": "علينا الانتظار للتأكد من صحة هذا الطرح، فحتى الآن لم تعلن مصر رسميًا عن خطتها. ما نعلمه أن الممثلين الفلسطينيين، ومنهم مهند العكلوك، مندوب فلسطين الدائم في الجامعة العربية، أشاروا إلى أن الخطة تحمل طابعًا فلسطينيًا مصريًا مشتركًا، وهي ضد التهجير وتدعم إقامة الدولة الفلسطينية".
وأضاف عوض: "حتى لو كان الحديث عن قوة دولية تحكم غزة صحيحًا، فإن ذلك يعني تجاوز الهوية الفلسطينية ومشروع الدولة الفلسطينية، وهو أمر خطير من الناحية السياسية. بعد كل هذه التضحيات التي قدمها الفلسطينيون، سيكون من الصعب عليهم قبول مثل هذه الطروحات، ليس فقط حماس، بل حتى فتح والسلطة الفلسطينية".
من جانب آخر، أعلنت حركة حماس مؤخرًا عن موقفها بشأن ترتيبات إدارة قطاع غزة، حيث كشف المتحدث باسمها، حازم قاسم، أن الحركة وافقت على تشكيل "لجنة إسناد مجتمعي" في القطاع، لا تتضمن أي وجود رسمي لحماس.
وعن هذا التطور، أوضح عوض أن حماس سبق وأعلنت استعدادها للتنازل عن حكم غزة سياسيًا، لكنها لا تزال في اشتباك مع مصر بشأن طبيعة اللجنة الجديدة.
وأضاف: "السلطة الفلسطينية ترفض تشكيل اللجنة إلا إذا كانت مرجعيتها السلطة الفلسطينية، وهناك خلاف حول صلاحياتها، ومن سيحميها، ومن سيتابع عملها".
وأكد عوض أن المشكلة الأعمق لا تكمن فقط في اللجنة، بل في سلاح حماس. وقال: "السؤال الجوهري هو: كيف يمكن لحماس أن تبقى في غزة بسلاحها دون أن يكون لها تأثير سياسي؟ حتى لو تم تشكيل لجنة إسناد مجتمعي، فهي تحتاج إلى قوة تحميها، وتحتاج إلى اعتراف دولي، في حين أن العالم يرفض التعامل مع غزة إذا بقيت حماس في المشهد".
رؤية عربية وسط معادلات إقليمية معقدة
وأشار عوض إلى أن أي خطة عربية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار وجود سلاح حماس، متسائلًا: "هل هناك ضمانات لحماس بشأن سلاحها؟ هل يمكن إيجاد صيغة تحفظ ماء وجه الحركة، بحيث تحتفظ بسلاحها دون استخدامه؟ هذه هي المعضلة الكبرى".
وفي النهاية، أكد عوض أن حتى لو قدم العرب رؤية مقبولة فلسطينيًا، فإن التحدي الحقيقي يكمن في مدى قبولها من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، مضيفًا: "من الممكن جدًا أن تعترض واشنطن وتل أبيب، وتطالبان بتعديلات، مما يفتح بابًا لجدل جديد حول مستقبل غزة".