رئيس بلدية جنين لراية: الاحتلال يفرض واقعًا جديدًا في المخيم ويمنع النازحين من العودة
يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الثاني والأربعين على التوالي، حيث تستمر عمليات التدمير الممنهج، وسط أوضاع إنسانية متدهورة ومعاناة متزايدة للنازحين.
وقال رئيس بلدية جنين، محمد جرار، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن الاحتلال قام، يوم أمس، بالتموضع في بعض المناطق والأحياء داخل المخيم، مشيرًا إلى أنهم أنشأوا معسكرًا فوق المنطقة وبدأوا بأعمال إنشائية، مما يشير إلى نوايا طويلة الأمد للبقاء في المكان. وأكد أن الأوضاع تزداد سوءًا وتعقيدًا على كافة الأصعدة، سواء الإنسانية، الاقتصادية أو الأمنية، دون وجود أي أفق واضح لإنهاء الأزمة.
وأضاف جرار أن عمليات التدمير التي طالت أكثر من 120 منزلًا بشكل كلي، وعشرات المنازل بشكل جزئي، تؤكد أن هناك مخططًا واضحًا يتم تنفيذه على الأرض.
وأوضح أن هذا المخطط يعتمد على نمطين: الأول هندسي يهدف إلى تقسيم المخيم إلى مربعات جغرافية تفصلها شوارع عريضة، أما النمط الثاني فهو التدمير العشوائي الذي طال مساحات واسعة من المخيم والأحياء المجاورة من خلال الحرق والتفجير والهدم الجزئي، إضافة إلى اقتلاع البنية التحتية بالكامل. واعتبر أن الهدف من هذا المخطط هو تحويل المخيم إلى منطقة غير قابلة للحياة.
وأكد رئيس البلدية أن الاحتلال يمنع دخول الطواقم الصحفية إلى المخيم لفرض تعتيم إعلامي غير مسبوق على ما يجري، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال لم تقم بأي عمليات أمنية أو عسكرية حقيقية، بل تركز على منع عودة النازحين وإعادة إعمار المخيم.
وبيّن أن هناك خطة ممنهجة تهدف إلى دفع السكان للتكيف مع البيئة الجديدة، موضحًا أن نحو 20 ألف نازح يعيشون الآن في المدينة والريف المحيط بها، ويمنعهم الاحتلال من العودة إلى منازلهم.
