تمديد المرحلة الأولى.. هل تنجح إسرائيل في كسب الوقت وإطالة أمد الحرب؟
يسعى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل، في ظل تصاعد الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي، حيث يواجه ضغوطًا داخلية بسبب تعثر المفاوضات والجدل حول إدارة الحرب. وتأتي هذه التطورات تزامنًا مع زيارة مرتقبة للمبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين، والتي قد تحمل مقترحات جديدة بشأن مستقبل الصفقة.
وقال الباحث في مركز "مدار" للدراسات الإسرائيلية، وليد حباس، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن المجتمع الإسرائيلي منقسم إلى نصفين، حيث تؤيد أغلبية واسعة، خاصة من التيارات اليمينية والمستوطنين والمتدينين، استمرار الحرب وتدعم نتنياهو، فيما تشهد بعض الأوساط احتجاجات، ليس فقط بسبب ملف الأسرى، بل أيضًا نتيجة عدم تشكيل لجنة تحقيق حول إخفاقات 7 أكتوبر.
وأوضح أن حكومة نتنياهو والمتنفذين داخل إسرائيل لديهم أسباب عديدة لعدم الدخول في المرحلة الثانية من الصفقة، أبرزها رغبة إسرائيل في إبقاء قطاع غزة في حالة كارثية، كمدخل لإعادة ترتيب المشهد الفلسطيني وفقًا لرؤيتها، بما في ذلك مشاريع التهجير.
وأضاف أن الاحتلال يرى أن هذه الحرب تفتح أمامه "نوافذ تاريخية" لرسم العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين من جديد.
وأكد حباس أن نتنياهو يسعى لتمديد المرحلة الأولى من الصفقة لتقليل عدد الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، وبالتالي خفض حدة الاحتجاجات ضده.
وأوضح أنه يوجد حاليًا ما بين 20 إلى 25 أسيرًا إسرائيليًا أحياء لدى حماس، وأن نتنياهو يحاول إطلاق سراح بعضهم مقابل أسرى فلسطينيين، مما يمنحه مساحة أكبر للمناورة واستمرار الحرب.
أما بخصوص زيارة المبعوث الأمريكي، فقال حباس إن هناك انسجامًا شبه مطلق بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحكومة نتنياهو، مما يعني أن المقترحات الأمريكية لن تحمل تغييرات جوهرية في مسار الحرب أو الصفقة. وأوضح أن الولايات المتحدة تتبنى رؤية غير أخلاقية وغير إنسانية لحل أزمة غزة، حيث تنظر إليها من زاوية سياسية تتماشى مع المصالح الإسرائيلية.
وأشار الباحث إلى أن المخرج الوحيد من هذه الأزمة يكمن في تقديم مبادرة حقيقية وضغط عربي ودولي على إسرائيل، لوقف العدوان وإعادة إعمار غزة.
وأكد أن الضغط العربي حتى الآن لم يكن بمستوى التحديات التي تواجه الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن إسرائيل مستمرة في تنفيذ أجندتها دون أي رادع حقيقي.