أوضاع إنسانية صعبة
صحفية ترصد لراية تصاعد العدوان في طولكرم: تهجير قسري ودمار واسع
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيماتها، حيث فرضت حصارًا مشددًا على مخيم نور شمس وأجبرت المواطنين على إخلاء منازلهم في حارة جبل النصر. تأتي هذه الاعتداءات ضمن سلسلة اقتحامات متواصلة تتخللها عمليات مداهمة للمنازل وتخريب محتوياتها وتحويل بعضها لثكنات عسكرية تستخدم للمراقبة والقنص.
وقالت الصحافية سندس علي، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن العدوان دخل يومه الـ35، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال أجبرت صباح اليوم عددًا من المواطنين في منطقة وادي القلنسي بمخيم نور شمس على إخلاء منازلهم، وأمهلتهم حتى الساعة الثامنة صباحًا تحت تهديد السلاح. كما استخدمت أحد المواطنين درعًا بشريًا، وألقت قنابل الصوت في المنطقة لإرهاب الأهالي وإجبارهم على النزوح القسري.
وأضافت أن جرافات الاحتلال من نوع "D9" و"D10" باشرت منذ يوم أمس هدم أكثر من 11 منزلًا، كانت قد أخطرت سكانها سابقًا بضرورة الإخلاء، موضحة أن هذه المنازل تعود لعائلات يوسف، جبالي، مرعي، أبو شلباية، إيراني، شهاب، وغنام، إلا أن عمليات الهدم لا تتوقف عند 11 منزلًا فقط، إذ تضم هذه البنايات أكثر من 100 شقة سكنية، مما يفاقم حجم الكارثة الإنسانية التي يواجهها السكان.
وأشارت إلى أن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحلق بكثافة في سماء المدينة والمخيمات، خاصة فوق مخيم طولكرم، بالتزامن مع استمرار عمليات الهدم، مؤكدة أن قوات الاحتلال تواصل إرغام المواطنين على إخلاء منازلهم في جبل النصر، جبل الصالحين، ومحيط دوار الشهيد سيف أبو لبدة، حيث يتم إعطاء الأهالي مهلة لا تتجاوز دقائق معدودة للخروج من منازلهم تحت وابل من الرصاص، ما يعزز حالة الرعب بين السكان.
وأكدت سندس أن الاحتلال حَوَّل بعض المباني إلى ثكنات عسكرية، مثل عمارة العامر على شارع نابلس، حيث قامت قوات الاحتلال باستخدامها كنقطة تمركز للقناصة، وقامت بالعبث بمحتويات المنازل، بل وألقت ممتلكات السكان من النوافذ إلى الشارع، في تصرف يوصف بأنه انتهاك صارخ لحقوق المدنيين.
وأوضحت أن الاحتلال لا يزال يرسل تعزيزات عسكرية مكثفة إلى المدينة والمخيمات، حيث شهدت الليلة الماضية انتشارًا واسعًا لقواته في حارات الربايعة، البلاونة، المدارس، ومنطقة دبة أمجا، مؤكدة أن المخيمات باتت شبه خالية من السكان بسبب النزوح القسري، ومع ذلك يواصل الجنود إطلاق الرصاص بشكل مكثف.
وفيما يتعلق بالوضع الإنساني، قالت إن التيار الكهربائي مقطوع عن بعض الأحياء منذ 35 يومًا، مثل حارة المطار وقاقون، حيث تحاول الطواقم البلدية استعادة التيار الكهربائي، إلا أن الاحتلال يعيق ذلك باستمرار.
وأضافت أن النازحين يعانون أوضاعًا إنسانية صعبة للغاية، مشيرة إلى أنه تم إطلاق "تكية الشهيد ياسر عرفات" في طولكرم، إضافة إلى تكية دار الغصون وتكية عنبتا، حيث تقوم مؤسسات محلية بتوفير وجبات الطعام والمساعدات الأساسية للنازحين، خاصة مع دخول شهر رمضان.
وشددت على أن رغم كل المساعدات، إلا أن الاحتياجات الإنسانية تفوق بكثير ما يتم تقديمه، مؤكدة أن الحل الوحيد للأهالي هو العودة إلى منازلهم، لكن هذه العودة تبدو شبه مستحيلة، لأن الكثير من المنازل قد تم تدميرها بالكامل أو لم تعد صالحة للسكن، مما يترك مئات العائلات دون مأوى.
وأضافت أن العديد من المواطنين أصبحوا يعيشون حالة من اليأس والإحباط، حيث أكد بعضهم أنهم لا يحتاجون إلى معونات أو مساعدات، بل فقط يريدون العودة إلى منازلهم وإكمال حياتهم بكرامة وأمان، في ظل واقع اقتصادي صعب وأزمة مالية خانقة تعاني منها العائلات النازحة والجهات المسؤولة على حد سواء.