خاص| مأساة متفاقمة في مخيم نور شمس.. نزوح متواصل وأوضاع إنسانية كارثية

يعيش سكان مخيم نور شمس ومخيم طولكرم أوضاعًا إنسانية صعبة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، الذي تسبب بنزوح واسع ودمار كبير. مع تزايد عمليات الهدم والاعتقالات، تفاقمت معاناة الأهالي، وسط نقص حاد في المساعدات الأساسية وارتفاع أسعار الإيجارات، ما دفع العديد منهم للجوء إلى منازل غير مكتملة البناء أو أماكن غير صالحة للسكن.

وقال محمد سليط المكتب الاعلامي لخدمات مخيم نور شمس، في حديث خاص لـ"رايــــة": "مع استمرار العدوان، تتقلص الإمكانيات وتزداد الصعوبات. بدأ النزوح في الأيام الأولى من المناطق المحاذية للمخيم، لكنه توسّع لاحقًا، حيث قام الاحتلال بإجبار عدد كبير من السكان على مغادرة منازلهم، لا سيما في منطقة جبل النصر. هذا الوضع شكّل ضغطًا كبيرًا على لجان الطوارئ والمجالس المحلية، التي تحاول احتواء أعداد النازحين رغم الإمكانيات المحدودة."

إخطارات بالهدم وعمليات نهب ممنهجة

وأشار سليط إلى تصاعد وتيرة إخطارات الهدم التي يوجهها الاحتلال لأهالي المخيم، قائلاً: "تفاجأنا بأن الاحتلال سلّم إخطارات هدم لمنازل تقع على شارع مفتوح، دون معرفة الهدف الحقيقي من ذلك، خاصة أن المنطقة غير مغلقة. يبدو أن الاحتلال يسعى لتغيير معالم المخيم بالكامل، كما فعل في جنين وطولكرم."

وأضاف: "الاقتحامات لا تقتصر على الهدم فقط، بل تترافق مع عمليات نهب للمنازل، حيث قام الجنود بسرقة شاشات تلفاز وأجهزة إلكترونية، مثل الحواسيب وألعاب الفيديو، وحتى مقتنيات شخصية. بالأمس، عندما سُمح لبعض الأهالي بالعودة لتفقد منازلهم، تفاجأوا بحجم السرقة والتخريب."

حياة النازحين.. معاناة بين نقص الغذاء وغياب السكن الملائم

وحول أوضاع النازحين، أوضح سليط: "هناك مئات العائلات تعيش في منازل غير مكتملة البناء، بلا أبواب أو نوافذ، تحتمي بالبطانيات وألواح البلاستيك في ظل أجواء شديدة البرودة. البعض اضطر للسكن في قاعات أفراح مؤقتًا، لكنها لا توفر الحد الأدنى من الظروف المعيشية."

وأضاف: "نواجه أزمة حادة في تأمين مستلزمات الأطفال، مثل الحليب والحفاضات. بعض العائلات تحصل على مساعدة لمرة واحدة فقط، لكن الاحتياجات تتكرر كل يوم. مع استمرار الأزمة، تزداد الضغوط علينا، ونشعر بالعجز أمام تزايد الطلبات ونقص الإمكانيات."