خاص | مقترحات أمريكية وإسرائيلية حول "اليوم التالي" في غزة.. مناورة أم واقع جديد؟
ما زالت الولايات المتحدة وإسرائيل تطرحان سيناريوهات مختلفة حول "اليوم التالي" في غزة، وسط مقترحات متباينة، بدءًا من فكرة "مدينة ترامب غزة" وصولًا إلى مقترح زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد بأن تتولى مصر إدارة القطاع مقابل تسديد ديونها الخارجية.
وقال المحاضر والمؤرخ السياسي من حيفا د. جوني منصور حديث خاص لـ"رايــة": "المقترح الذي قدمه لابيد لا قيمة له من الناحية العملية، فهو لا يؤثر على قرارات حكومة نتنياهو الحالية ولا على الإدارة الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، فقد أوضحت مصر منذ البداية أنها ترفض أي سيناريو لتهجير الفلسطينيين، بل أكدت استعدادها للمساهمة في إعادة إعمار غزة دون تغيير ديمغرافي، وهو ما يمثل صفعة لترامب واليمين الإسرائيلي الذي يروّج لفكرة التهجير."
وأضاف منصور :"هناك أيضًا موقف عربي واضح مفاده أن اليوم التالي في غزة يجب أن يكون قرارًا فلسطينيًا، بدعم عربي، وهو ما قد يترجم بعودة السلطة الفلسطينية بصيغة جديدة. لكن في المقابل، ترفض حكومة نتنياهو أي وجود للسلطة الفلسطينية أو حتى لحماس، دون أن تقدم بديلًا واضحًا لإدارة القطاع."
مشروع ترامب.. "حلم هوليوودي" أم واقع محتمل؟
وحول ما يسمى بـ"مدينة ترامب غزة"، أشار منصور إلى أن الفكرة أقرب إلى الأفلام الهوليوودية منها إلى الواقع، قائلًا: "هناك إصرار فلسطيني وعربي على رفض أي مشاريع تهدف إلى تغيير الوضع القائم عبر استغلال القطاع لمشاريع عقارية أو اقتصادية.
وأشار إلى الموقف الدولي الذي ما زال متمسكًا بإيجاد حل للصراع على أساس حل الدولتين، رغم العقبات التي يفرضها الاستيطان الإسرائيلي المتوسع في الضفة الغربية."
المرحلة الثانية من الاتفاق.. مناورة إسرائيلية أم تقدم حقيقي؟
وحول مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار، أوضح منصور أن الإدارة الأمريكية تضغط باتجاه تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، لكن نتنياهو يماطل لكسب الوقت، مضيفًا: "نتنياهو يحاول تحقيق مكاسب سياسية من خلال إطالة أمد الاتفاق، وإقناع المجتمع الإسرائيلي بأنه لا يزال ممسكًا بزمام الأمور. بالأمس، تم الإفراج عن جثث بعض الرهائن الإسرائيليين، في محاولة لمنح حكومته مصداقية ولو جزئية بعد تراجع شعبيته."
وأكد منصور أن التناقض الظاهر بين تصريحات ترامب وتصرفات كبار مساعديه، هو جزء من عملية الضغط على إسرائيل.
وتابع : "بينما يتحدث ترامب بشكل متضخم عن ضرورة أن تكون إسرائيل صاحبة القرار، فإن مساعديه، خاصة هوكستين، يدفعون بقوة نحو استكمال المرحلة الثانية من الاتفاق. تأجيل زيارة ويتكوف إلى الأسبوع القادم هو بمثابة إعطاء نتنياهو فرصة لتحقيق إنجازات قبل الدخول في المرحلة الجديدة."