خاص| العالقون من غزة في مصر معاناة بلا حل.. ومناشدة لفتح معبر رفح!
يعيش آلاف الفلسطينيين العالقين في مصر ظروفًا إنسانية صعبة منذ أكثر من عام ونصف، بعد أن تقطعت بهم السبل نتيجة الحرب على غزة. ورغم المناشدات المستمرة، لا يزال مصيرهم مجهولًا، حيث يعانون من أوضاع معيشية قاسية، وقيود تمنعهم من العودة إلى ديارهم، وسط غياب أي حلول واضحة من الجهات المسؤولة.
وقال أحد الفلسطينيين العالقين أمجد حمتو، في حديث خاص لـ"رايــة": "نحن لا نطلب مساعدات، ولا نريد أن نكون عبئًا على أحد، نحن فقط نطالب بالعودة إلى غزة. هناك عائلات مشتتة؛ الزوج في غزة، والزوجة والأبناء في مصر منذ أكثر من عام ونصف. هناك مرضى، أطفال، نساء، كبار سن، جميعهم يعانون. الأموال نفدت، والظروف أصبحت مستحيلة."
وأضاف: "تصوّر أن المرضى الفلسطينيين المحتجزين في المستشفيات لا يُسمح لهم بالخروج أو حتى شراء احتياجاتهم. من يريد شراء شيء عليه أن يطلب من الشرطة. نحن نعيش في وضع أقرب إلى الاحتجاز القسري، في أماكن معزولة مسمى "مساكن العبور"، وسط الصحراء، بلا موارد، بلا عمل، بلا أي إمكانية لتحسين أوضاعنا."
ظروف معيشية قاسية وعائلات مشتتة
ووفقًا للمعلومات الرسمية، فإن عدد الفلسطينيين العالقين في مصر يُقدر بنحو 104,000 فلسطيني، بينهم مرضى وجرحى ومواطنون اضطروا لمغادرة غزة خلال الحرب ولم يتمكنوا من العودة.
وتابع "هناك عائلات كاملة انفصلت عن بعضها، أم وأطفالها هنا، والأب في غزة، أو العكس. هناك من فقدوا أهاليهم خلال الحرب، ولم يتمكنوا حتى من العودة للمشاركة في دفنهم. البعض لم يعد لديه أي موارد مالية، حتى الذين جاؤوا ولديهم مدخرات، فقد استُنزفت تمامًا خلال هذه الفترة الطويلة."
وأشار إلى أن بعض النساء اضطررن للتسول في شوارع القاهرة لتأمين الطعام لأطفالهن، قائلًا: "والله العظيم هناك نساء ينزلن إلى الشوارع لطلب المساعدة، لا أحد يتصور أن فلسطينيًا يمكن أن يصل إلى هذا الوضع، لكن بعد عام ونصف دون أي مصدر دخل، ماذا تتوقع؟"
قيود مشددة على الفلسطينيين في عدة دول
ولم تقتصر معاناة العالقين على مصر، بل امتدت إلى عدة دول أخرى، مثل الجزائر وماليزيا وأوزباكستان، حيث يتعرض الفلسطينيون لقيود مماثلة.
وأضاف "في كل هذه الدول، يتم احتجاز الفلسطينيين في أماكن مغلقة، ويُمنعون من التنقل أو العمل، وتُسحب جوازات سفرهم. حتى من يحتاج إلى علاج يُمنع أحيانًا من الوصول إلى المستشفى بسهولة."
المطالبات المستمرة
وفيما يتعلق بدور السفارة الفلسطينية في مصر، أكد العالقون أنهم تواصلوا معها عشرات المرات، لكن دون جدوى.
"ذهبنا إلى السفارة أكثر من 50 مرة، وفي كل مرة يكون الرد نفسه: (لا نعرف شيئًا). إذا كانت السفارة لا تعرف شيئًا، فمن يعرف؟ حتى الجهات المصرية تقول لنا إن علينا التحدث مع المفاوض، ولكن من هو هذا المفاوض؟ لا أحد يعرف!"
وشدد العالقون على أن مطلبهم الوحيد هو العودة إلى غزة، رغم الدمار وانعدام الخدمات الأساسية هناك.
وأضاف "نحن نعلم أن غزة أصبحت ركامًا، ونعرف أنه لا يوجد ماء أو كهرباء، لكننا نريد العودة. لماذا يتم احتجازنا هنا؟ لماذا لا يُسمح لنا بالرجوع إلى بيوتنا؟ حتى لو لم يعد لدينا بيوت، نحن نريد أن نكون بين أهلنا."
مطالبات للرئيس المصري والجهات المختصة
ودعا العالقون الرئيس المصري والجهات المسؤولة عن المعابر إلى السماح لهم بالعودة فورًا، مؤكدين أنهم لن يتوقفوا عن المطالبة بحقهم.
"كل يوم نناشد ونطالب، وسنواصل ذلك حتى يتم فتح المعبر لنا. نحن لسنا لاجئين في مصر، نحن أصحاب حق ونريد العودة إلى وطننا. إذا كان العالم كله يقول إنه ضد التهجير، فلماذا يتم منعنا من العودة؟"