خاص| تصعيد الاحتلال في الضفة.. هل يمهد لمخطط الضم؟
يتصاعد العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية، حيث لم يعد الأمر يقتصر على العمليات العسكرية، بل بات يشمل مخططًا سياسيًا لتغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي، خاصة في شمال الضفة الغربية.
وقال الباحث في الشأن الإسرائيلي، عادل شديد، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن العمليات العسكرية الجارية في جنين وطولكرم ونور شمس تحمل أبعادًا سياسية بامتياز، مشيرًا إلى أن جوهر هذا التصعيد ليس أمنيًا فقط، بل هو جزء من خطة إسرائيلية واسعة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف شديد: "جزء من المخطط مرتبط بالمخيمات الفلسطينية ورمزيتها، حيث تعتبرها إسرائيل عقبة رئيسية أمام حسم القضية الفلسطينية. لذلك، تسعى إلى شطب المخيمات وإلغاء دورها، وهو ما يتماشى مع محاولات إبعاد وكالة الغوث (الأونروا) عن المشهد، سواء في غزة أو القدس، ولاحقًا في الضفة الغربية. الهدف النهائي هو دمج المخيمات ضمن البلديات الكبرى المحيطة بها، مما يسهل السيطرة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية."
وأوضح أن إسرائيل تعيد هندسة الضفة الغربية بثلاثة اتجاهات رئيسية، أولها إعادة تعريف الدور الوظيفي للسلطة الفلسطينية، وثانيها إحداث تغيير ديموغرافي عبر حشر الفلسطينيين في تجمعات صغيرة وغير متصلة، وثالثها السيطرة على المساحات الأكبر من الضفة الغربية تمهيدًا لتنفيذ الضم.
وأكد شديد أن الاحتلال يسعى إلى جعل الضفة الغربية منطقة غير قابلة للحياة، عبر السيطرة على المياه والأراضي الزراعية والموارد الطبيعية، مما يجعل البقاء الفلسطيني بعيد المدى مستحيلًا.
وأشار إلى أن إسرائيل تستغل الحكومة اليمينية الحالية لتسريع تنفيذ هذه المخططات، مستفيدة من احتمالية عودة إدارة ترامب إلى البيت الأبيض، مما قد يسهل فرض الضم دون معارضة دولية قوية.
هل ستمتد العمليات العسكرية إلى كافة المحافظات؟
وفيما يتعلق بإمكانية تصعيد العمليات العسكرية لتشمل مناطق أخرى غير جنين وطولكرم، قال شديد:
"المنطقة التي تشهد ذروة الهجوم الإسرائيلي هي شمال الضفة، حيث تتذرع إسرائيل بوجود المقاومة لتبرير عدوانها. لكن هذا لا يعني أن بقية مناطق الضفة ستنجو من الاستهداف، لأن مشروع الضم الإسرائيلي لا يقتصر على جنين وطولكرم فقط، بل يمتد إلى جميع المناطق الفلسطينية."
وأضاف أن النقاش بين إسرائيل والإدارة الأمريكية لم يعد يتمحور حول ما إذا كانت واشنطن ستوافق على الضم أم لا، بل أصبح يتمحور حول النسبة والمساحة التي سيتم ضمها، مؤكدًا أن الاحتلال يخطط لضم 30% من أراضي الضفة، خاصة المناطق الشرقية الممتدة من شمال الضفة إلى جنوبها.
