التهدئة تواجه تحديات خطيرة و الوسطاء يتحركون لإتمام التبادل

تواجه صفقة تبادل الاسرى واحدة من أكثر اللحظات خطورة، التي تهدد بعودتها إلى المربع الأول، وربما انهيار مفاوضات المرحلة الثانية، التي تجري الاستعدادات لانطلاقها، في حال لم ينجح الوسطاء في إنهاء الخلاف الذي فجرته إسرائيل، بإعلانها عن تأخير إطلاق سراح الأسرى الاسرى المشمولين في المرحلتين السابعة والثامنة من عملية التبادل، بعد تسلمها ستة أسرى إسرائيليين امس الاول السبت.
ويدور الحديث عن تدخلات واتصالات قوية يجريها الوسطاء منذ مساء السبت، في محاولة لعدم انجراف الأمور نحو مربع التصعيد من جديد، وفشل جهود التهدئة القائمة، أو التأثير على مفاوضات المرحلة الثانية، وذلك على خلفية قرار إسرائيل عدم إطلاق سراح الأسرى المشمولين في عملية التبادل الأخيرة في صفقة المرحلة الأولى.
وأجريت الاتصالات من قبل الوسيطين المصري والقطري مع مسؤولي ملف التفاوض في حماس وإسرائيل، وحتى ساعات ظهر الأحد لم يرد الجانب الإسرائيلي على استفسارات الوسطاء حول تعليق عملية التسليم، ولا عن الموعد الجديد لإطلاق سراح الأسرى المشمولين بالصفقة.
ووفق مصدر في فصائل المقاومة ، فقد أكد أن التأخير الإسرائيلي من شأنه أن يلقي بظلاله على عمليات التبادل اللاحقة في المرحلة الثانية، في حال جرى الوصول إليها، كما أنه سيكون له أثر سلبي على مفاوضات المرحلة الثانية، التي كانت الاستعدادات تجرى لعقدها.
وكشف المصدر أنه كان هناك حديث مبدئي من الوسطاء، عن انطلاق مفاوضات المرحلة الثانية التي أجلت بتأخير متعمد من الجانب الإسرائيلي، بعد إتمام عملية التبادل الأخيرة، والتي وافقت بموجبها المقاومة على دمج آخر مرحلتي تفاوض وهما السابعة والثامنة، في عملية واحدة، تضمن إطلاق سراح ستة أسرى إسرائيليين.
وأكد أنه في حال عقدت الصفقة، وأطلقت إسرائيل سراح المئات من الأسرى الذين وردت أسماؤهم في الصفقة، بعد هذا التأخير المتعمد، والذي مورس للمرة الثانية، فإن ذلك سيكون له آثار على الفترة القادمة، حيث ستطالب المقاومة بضمانات تمنع إسرائيل من تكرار الأمر من جديد.
وفي هذا السياق، نقلت قناة “i24NEWS” الإسرائيلية عن مسؤول سياسي كبير في تل أبيب، قوله “إن إسرائيل مستعدة لإتمام المرحلة الأولى من الصفقة، لكن من المتوقع أن تكون المرحلة التالية أكثر تعقيدا وأطول من المتوقع”.
ووفق القناة، فإنه لا يوجد جدول زمني واضح لاستكمال المرحلة الثانية، وأن إسرائيل لن توافق على الانسحاب من المناطق الاستراتيجية في قطاع غزة، بما في ذلك “محور فيلادلفيا” والمحيط الأمني، دون اتفاق كامل على استمرار الصفقة.
ويتردد في إسرائيل أن نتنياهو سيجري مشاورات أمنية، بخصوص هذا الأمر، وأنه أجرى جلستي مشاورات أمنية قبل اتخاذه قراره بمنع إطلاق سراح الأسرى .
وفي هذا السياق، قال زاهر جبارين رئيس حركة حماس في الضفة الغربية، إنه تم إبلاغ الوسطاء في مصر وقطر بتأخير الاحتلال الإفراج عن الأسرى ، وقال “نحن نراقب ذلك”، لافتا إلى أن حماس تسعى مع الوسطاء في قطر ومصر إلى حل القضايا العالقة.
وقال ان “نتنياهو المجرم يريد أن يبقي المنطقة مشتعلة من الحروب، ولذلك يبحث عن ذرائع لمواصلة جبهات الاشتعال في غزة والضفة ولبنان”، مؤكدا أن نتنياهو وحكومته غير جادين في مواصلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن حماس اقترحت منذ البداية أن يكون التبادل دفعة واحدة، لكن نتنياهو هو من يتهرب، وقال “نريد تحقيق أهداف شعبنا الفلسطيني لا تحقيق أهداف حركة حماس، وكل أذرع المقاومة جاهزة للبدء بالتنفيذ للمرحلة الثانية”.
وطالب بتشكيل لجنة تحقيق للوقوف إلى ما تعرض له الأسرى في سجون الاحتلال، مؤكدا أن الاحتلال حتى اللحظات الأخيرة يصرّ على التنكيل بالأسرى قبل الإفراج عنهم من سجونه، مؤكدا أن المقاومة تعامل أسرى الاحتلال “بمستوى غير مسبوق من الإنسانية وهو يقابل أسرانا في السجون بوحشية”.