رئيس بلدية البيرة يكشف لراية عن الأزمات التي تواجه البلدية في ظل الظروف الراهنة
تواجه بلدية البيرة تحديات متزايدة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة والاعتداءات الإسرائيلية التي طالت مرافقها، مما أدى إلى تفاقم الأزمات المالية والخدماتية. ومع تعثر إعادة إعمار المرافق المتضررة، تبذل البلدية جهودًا لتخفيف الأعباء على المواطنين، وسط مساعٍ لتنظيم قطاع المواصلات وتحسين البنية التحتية.
وأكد رئيس بلدية البيرة بالإنابة، روبين الخطيب، في حديث خاص لـ"رايـــة"، إن التحديات أمام البلدية تزداد يومًا بعد يوم، خاصة مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة والاعتداءات الإسرائيلية التي طالت مرافق المدينة.
وأضاف: "نتمنى السلامة لأهلنا الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في ظل هذا المنخفض الجوي، ونتمنى أن يكون خيرًا وسلامًا علينا جميعًا. بلا أدنى شك، التحديات أمامنا تزداد، والأمور ليست وردية، بل تزداد سوءًا مع تقدم الأيام."
وأشار الخطيب إلى أن عام 2024 كان عامًا صعبًا وقاسيًا على الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، ولم تكن مدينة البيرة بمنأى عن هذه المعاناة.
وأضاف: "تعرض وسط المدينة لاعتداء كبير من قبل قوات الاحتلال، حيث تم إحراق السوق المركزي والمجمع التجاري التابع للبلدية. ومنذ ذلك الحين، لا يزال الوضع كما هو تقريبًا، خاصة فيما يتعلق بترميم المبنى الذي يقدَّر تكلفته بأكثر من 8 ملايين شيكل، حسب التقارير الهندسية. وحتى الآن، لم نتمكن من البدء بأعمال الترميم بسبب عدم توفر الموارد المالية اللازمة، رغم أن مستحقاتنا لدى وزارة المالية تصل إلى نحو 90 مليون شيكل، وننتظر الإفراج عن جزء منها لبدء العمل."
البلدية تواصل تقديم الخدمات رغم الأزمة
وأكد الخطيب أن البلدية تواصل بذل كل ما تستطيع لتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين رغم الظروف الصعبة.
وقال: "طواقم البلدية لا تغادر الميدان، وجمع النفايات مستمر رغم أن الاحتلال أغلق محطة ترحيل النفايات منذ بداية العدوان على غزة، مما اضطرنا لنقل النفايات عبر محطة الترحيل التابعة لبلدية رام الله، بتكلفة زادت بنسبة 25%."
وأضاف أن محطات تنقية مياه الصرف الصحي بحاجة ماسة للترميم والتوسع، لكن البلدية تمنع من القيام بأي أعمال في هذه المحطات لأنها تقع في مناطق "ج"، وتحتاج إلى مبالغ كبيرة لإعادة تأهيلها.
وأوضح الخطيب أن البلدية أطلقت حملة خصومات على الديون السابقة، في محاولة لمساعدة المواطنين على الوفاء بالتزاماتهم، لكنها تواجه أزمة في تحصيل الإيرادات، مما يهدد قدرتها على الاستمرار في تقديم الخدمات.
تحسين حركة المرور ونقل مجمع السيارات
وحول أزمة المواصلات، أوضح الخطيب أن البلدية اتخذت عدة إجراءات لتحسين حركة المرور في وسط المدينة، بالتعاون مع وزارة النقل ولجنة المرور في المحافظة.
وقال: "تم نقل باصات خط قلنديا من وسط المدينة إلى ساحات استأجرتها البلدية، مما حسن الحركة المرورية بنسبة 70%. أما فيما يخص سيارات القرى الشرقية، فقد تم الأسبوع الماضي اتخاذ قرار رسمي بنقلها إلى مجمع البلدية مؤقتًا، وهناك سيناريو آخر قيد الدراسة لنقلها إلى موقع الحسبة الحالي بعد انتقال الأخيرة إلى موقعها الجديد."
وأضاف أن تنفيذ هذه الخطة سيتم في منتصف أبريل بعد عيد الفطر، متوقعًا أن تسهم في إحداث نقلة نوعية في تنظيم المواصلات وتخفيف الازدحام في وسط المدينة.
إعادة إعمار المجمع التجاري مشروطة بالسلامة العامة
وفيما يتعلق بمجمع المالكي، شدد الخطيب على أن تشغيله مجددًا مرهون بتوفير نظام حديث للسلامة العامة ومكافحة الحرائق، قائلًا: "المبنى تم إنشاؤه في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، ولم يكن مهيئًا لمتطلبات السلامة العامة. نحن ملتزمون بعدم تشغيل المجمع قبل تركيب نظام حديث للسلامة، وهو شرط وضعناه على أنفسنا وفرضه الدفاع المدني، وهذا وحده يكلف أكثر من مليون دولار."
وأكد أن البلدية لا تريد حلولًا مؤقتة قد تؤدي إلى كوارث، خاصة أن المستأجرين المتضررين توقفوا عن دفع الإيجارات، مما يزيد من التحديات المالية التي تواجهها البلدية.