خاص| كارثة إنسانية في غزة.. الأمطار والبرد يفاقمان معاناة النازحين
يواجه قطاع غزة كارثة إنسانية متفاقمة في ظل الأجواء الباردة والأمطار الغزيرة، حيث يعيش آلاف النازحين في خيام مهترئة وسط نقص في المساعدات، بينما يواصل الاحتلال عرقلة إدخال الإمدادات وعرقلة تنفيذ الاتفاقات الإنسانية، مما يزيد من معاناة السكان في ظل بنية تحتية مدمرة وأوضاع معيشية كارثية.
من جهته، أكد رئيس تحرير وكالة الصحافة الفلسطينية، محمد أبو قمر،في حديث خاص لـ"رايــة" أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تزداد سوءًا مع استمرار انخفاض درجات الحرارة وهطول الأمطار، في ظل بنية تحتية مدمرة بنسبة 86% في عموم القطاع، وأكثر من 90% في بعض المناطق، مثل شمال غزة.
وأوضح أن مياه الأمطار لا تجد تصريفًا بسبب انهيار شبكات الصرف الصحي، مما أدى إلى غرق الركام والمنازل المدمرة، في حين يعيش النازحون في خيام مهترئة وسط بطء شديد في إدخال مساعدات الإيواء.
وأضاف أبو قمر أن القطاع يعاني من أزمة خانقة في مياه الشرب، نتيجة تدمير الاحتلال لمحطات التحلية، وعدم التزام إسرائيل ببنود البروتوكول الإنساني الذي ينص على إدخال 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة، بالإضافة إلى الوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء، ما يترك غزة غارقة في الظلام وتعتمد فقط على الطاقة الشمسية، التي أصبحت غير مجدية في ظل الأجواء الشتوية.
وأشار إلى أن الاحتلال يعرقل إدخال المساعدات الإنسانية عمدًا، بهدف زيادة النقمة الشعبية ضد المقاومة الفلسطينية، وإظهار نفسه كصاحب الكلمة العليا في القطاع عبر التحكم بوصول الإمدادات.
كما أكد أن إسرائيل لم تلتزم حتى الآن بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ضمن المرحلة السابعة من الاتفاق، ما تسبب في حالة من الإحباط بين العائلات التي انتظرت لساعات طويلة دون معرفة مصير أبنائها.
وأوضح أبو قمر أن نتنياهو يحاول عرقلة تنفيذ الاتفاق لتحقيق أهداف سياسية داخلية، ورفع سقف المفاوضات في المرحلة الثانية، لكنه أكد أن الضغط من قبل الوسطاء وعائلات الأسرى الإسرائيليين سيجبره في النهاية على الالتزام بإطلاق سراح الأسرى.
ولفت أبو قمر في ختام حديثه إلى أن المقاومة لا تزال تحتفظ بأكثر من 60 أسيرًا، بينهم جنود وضباط من ذوي الرتب المختلفة، مما يمنحها ورقة ضغط قوية في أي مفاوضات قادمة.