كارثة إنسانية في غزة.. انهيار خدمات الصرف الصحي وتكدس النفايات يهددان السكان

يعاني قطاع غزة من أوضاع إنسانية كارثية، حيث تواجه البنية التحتية دمارًا شاملًا بفعل العدوان الإسرائيلي، مما أدى إلى تسرب مياه الصرف الصحي إلى منازل المواطنين وخيام النازحين، إضافة إلى تكدس النفايات في الشوارع، الأمر الذي ينذر بكارثة بيئية وصحية خطيرة.

وقالت  مراسلة رايــة في غزة ربا خالد، إن القطاع بات منطقة منكوبة بالكامل، حيث تعرضت البنية التحتية، بما فيها شبكات الصرف الصحي ومحطات ضخ المياه، لدمار هائل جراء الاستهداف المباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الذي استمر لأكثر من 15 شهرًا.

وأضافت "أي منخفض جوي قادم يثير الذعر بين السكان، فمعظمهم بلا منازل، والبعض الآخر يعيش في منازل مدمرة جزئيًا يخشى السقوط في أي لحظة. إضافة إلى ذلك، هناك أزمة مياه خانقة، حيث يعتمد الناس على نقل المياه يدويًا أو عبر عربات صغيرة."

الصرف الصحي يتدفق في الشوارع

وأكدت خالد أن مياه الصرف الصحي باتت تجري في بعض المناطق كمجرى طبيعي، وذلك بعد تدمير محطات الضخ بالكامل، مما أدى إلى فيضانات في الأحياء السكنية، خاصة في المناطق التي تعاني من انعدام خدمات الصيانة بسبب نقص المعدات والتجهيزات.

وتابعت "الجيش الإسرائيلي دمّر أنظمة الصرف الصحي عن عمد، في محاولة لتفاقم الأزمة الإنسانية. في بعض المناطق، المياه العادمة تتدفق في الشوارع وبين المنازل، ما يزيد من مخاطر انتشار الأمراض."

تكدس النفايات وتحويل المكبات إلى مناطق عسكرية

إلى جانب أزمة الصرف الصحي، يعاني القطاع من تكدس مئات الأطنان من النفايات في الشوارع والأحياء، حيث تم تحويل المكب المركزي في شرق مدينة غزة إلى موقع عسكري إسرائيلي، مما منع فرق البلدية من الوصول إليه، ودفعها إلى ترحيل النفايات إلى داخل المدينة، الأمر الذي يفاقم الأزمة الصحية والبيئية.

وتابعت "الاحتلال تعمد إغلاق مناطق تجميع النفايات وتحويلها إلى مواقع عسكرية، مما أدى إلى تراكم المخلفات بين المنازل وفي الشوارع، وهو ما يشكل بيئة مثالية لانتشار الأوبئة والأمراض."

تسليم جثامين أسرى إسرائيليين لأول مرة

وفي تطور آخر، أكدت خالد أن المقاومة الفلسطينية ستسلم اليوم عددًا من جثامين الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها، ومن بينهم عائلة تفاح الإسرائيليّة، التي قُتلت جراء قصف إسرائيلي استهدف موقع احتجازهم، إلى جانب جثمان الجندي هدار غولدين، الذي اختُطف في غزة.

وقالت "هذه المرة الأولى التي يتم فيها تسليم جثامين، بعد أن تابعنا سابقًا عمليات تسليم أسرى أحياء. هناك مؤشرات على رسائل سياسية قوية ستبعثها المقاومة من خلال هذه العملية، خاصة فيما يتعلق بمسؤولية الاحتلال عن قتل أسراه أثناء الحرب."