مشروع زراعة الزعتر في قرية بدرس.. دعم للنساء وتعزيز للاقتصاد المحلي

في إطار تعزيز صمود النساء الريفيات، ودعم الاقتصاد المحلي، أطلقت مؤسسة روّاد للتنمية بالشراكة مع بلدية بدرس وعدد من المؤسسات الأخرى، مشروع زراعة الزعتر في قرى غرب رام الله، بهدف تمكين السيدات الفلسطينيات اقتصاديًا، خاصة بعد فقدان العديد منهن مصدر دخلهن بسبب الأوضاع الراهنة.

وقالت مديرة مؤسسة رواد للتنمية في فلسطين سماح حامد، في حديث خاص لـ"رايـة"، إن المشروع يأتي ضمن برامج المؤسسة في دعم المجتمع، خاصة بعد التحديات الاقتصادية التي تفاقمت منذ السابع من أكتوبر.

 وأضافت "اخترنا الزعتر لأنه يُعرف بالذهب الأخضر، وهو نبات يحتاج إلى جهد أقل في الزراعة، لكنه في الوقت نفسه مطلوب بشدة في السوق المحلي والدولي. كما أن قرية بدرس تمتلك موارد مائية تساعد في إنجاح المشروع."

وأوضحت حامد أن المشروع يستهدف النساء في القرى الريفية، لا سيما في بدرس ونعلين، حيث كانت نسبة كبيرة من العائلات تعتمد على العمل داخل المستوطنات، لكن مع ارتفاع نسبة البطالة، أصبح تمكين النساء اقتصاديًا ضرورة ملحّة.

وتابعت "السيدات في هذه القرى عصاميات، ويرغبن في المشاركة بدعم أسرهن. لذلك، بعد جلسات تشاورية، قررنا أن زراعة الزعتر هي الحل الأمثل، نظرًا لسهولة العناية به، وسهولة تسويقه محليًا وخارجيًا عبر أعضاء مجلس إدارة المؤسسة."

روّاد للتنمية.. رؤية تنموية بعيدة المدى

وأكدت حامد أن مؤسسة رواد للتنمية، التي تعمل في لبنان، فلسطين، الأردن، ومصر، تعتمد نهجًا طويل الأمد في مشاريعها التنموية، حيث تركز على التعليم والتنمية المستدامة.

"نحن لا نؤمن بالمشاريع قصيرة المدى، بل نركز على الاستدامة، حيث تمتد خطتنا في القرى التي نعمل بها لـ 25 عامًا. بدأنا العمل في قرى غرب رام الله منذ 12 عامًا، وسنستمر حتى نصل إلى نموذج تنموي متكامل يشمل التعليم، تمكين الأسر، وتعزيز الاكتفاء الذاتي."

وأضافت أن العمل في هذه القرى يشمل برامج للأطفال والشباب والمجتمع، إلى جانب دعم النساء في المشاريع الزراعية والاقتصادية.

نحو الاكتفاء الذاتي.. خطط مستقبلية

وكشفت حامد أن المؤسسة تخطط خلال عام 2025 لإنشاء نظام اكتفاء ذاتي في قرية بدرس، بحيث تتمكن النساء من زراعة الخضروات، إنتاج الألبان، وتسويق المنتجات داخل القرية، مشيرة إلى أن هذه القرى تعاني من العزلة بفعل الحواجز والجدار العازل، مما يجعل تطوير اقتصاد محلي قوي أمرًا ضروريًا.

وتابعت "نريد أن نخلق نموذجًا تعتمد فيه القرى على منتجاتها المحلية بدلًا من الحاجة إلى الأسواق الخارجية، وهذا جزء من تعزيز الصمود الفلسطيني."