خاص| المرحلة الثانية من المفاوضات أمام عقبات كبرى.. فهل ستتم؟

وسط الحديث عن انطلاق المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار، لا تزال الأوضاع في إسرائيل تعكس حالة من التخبط والانقسام بين القيادة السياسية والأمنية. فبينما يروج الاحتلال لنزع سلاح غزة ورفض تسليمها للسلطة الفلسطينية، تؤكد التقارير أن نتنياهو يماطل في بدء المفاوضات، في ظل ضغوط داخلية ودولية متزايدة.
وقال المختص بالشأن الإسرائيلي وائل أبو عواد، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن فريق المفاوضات الإسرائيلي يتحرك لأسباب رئيسية منها رفع العتب عن نتنياهو أمام عائلات المحتجزين، والاستجابة للضغوط الأمريكية، حيث يريد ترامب دفع المفاوضات إلى مرحلة ثانية لتحقيق أهدافه السياسية.
وأضاف "لكن هناك معضلة حقيقية: من جهة، حماس مستعدة لمشاركة السلطة الفلسطينية في إدارة غزة، لكنها ترفض التهجير أو نزع سلاحها. في المقابل، يصر نتنياهو على القضاء على حماس تمامًا، والاستمرار في الحرب حتى تحقيق ذلك."
نتنياهو يماطل.. وتأخير متعمد في المفاوضات
وأشار أبو عواد إلى أن المفاوضات كان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من الهدنة، لكن نتنياهو تعمد تأخيرها، مضيفًا: "نتنياهو يعلم أنه بمجرد الوصول إلى اتفاق، سيتم تمرير أي قرارات في الكابينت الإسرائيلي، حيث يسيطر عليه المتطرفون مثل سموتريتش وبن غفير، مما يعني إسقاط أي اتفاق يحقق تهدئة طويلة الأمد."
كما أكد أن التوتر بين نتنياهو ورؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في تصاعد، حيث ترى الأجهزة الأمنية أن استئناف الحرب لن يحقق أي مكاسب، ولن يساهم في استعادة المحتجزين، وهو ما يتناقض مع رغبة نتنياهو في إطالة أمد الحرب.
68% من الإسرائيليين يؤيدون وقف الحرب مؤقتًا لاستعادة المحتجزين
وكشف أبو عواد أن استطلاعًا للقناة 12 الإسرائيلية أظهر أن 68% من الإسرائيليين يؤيدون وقف الحرب مؤقتًا لاستعادة المحتجزين، لكن المفارقة أن النسبة ذاتها تؤيد لاحقًا تهجير سكان غزة بالكامل.
وأكمل "الإسرائيليون يريدون استعادة المحتجزين أولًا، ثم التفكير في الحرب لاحقًا، لكن السؤال: هل ستوافق حماس على هذه الرؤية؟ ومن سينفذ هذا التهجير؟"
وأوضح أبو عواد أن إسرائيل مستمرة في خرق الهدنة، حيث سجلت عدة حالات استهداف للفلسطينيين حتى خلال "فترة التهدئة".
وتابع "إسرائيل تماطل دائمًا.. في الأسبوع الماضي، وافقت على تسليم 3 محتجزين مقابل إدخال مساعدات، وبيوت جاهزة، وخيام، ووقود، لكنها خدعت الجميع، فبعد تسليم المحتجزين، منعت دخول المساعدات."